في جميع الأخبار إلا النزر القليل ؛ استغناء عن التطويل ، ملتقطا له من كتب عديدة في هذا الشأن معتمدة عند أهل الأذهان.
فأقول وأنا الفقير إلى الله الغني ، حمد بن محمد بن ناصر بن عثمان بن ناصر بن حمد بن إبراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي الحنبلي.
أما المقدمة : فاعلم علمك الله البيان ، وأصلح لك الشأن ، وصانك عن كل ما عاب وشان ، وأثبت لأصلك الفرع والأغصان :
إن الله تعالى لما أهبط آدم إلى الأرض ، كما ذكر ابن الجوزي وغيره ، أنه عاش ألف سنة ، وولدت له حواء أربعين بطنا توأما ، في كل بطن ذكر وأنثى [أولهم قابيل وتوأمته] وتزاوجوا.
ولم يمت آدم حتى رأى من ولده وولد ولده أربعين ألفا ، وانقرض نسلهم غير نسل شيث ، وهو خليفة أبيه.
[وكذا في تاريخ ابن جرير : أن حواء ولدت أربعين ولدا ، وقيل مئة وعشرين].
وكان بين موت آدم وولادة نوح ألف وست مئة واثنان وأربعون سنة ، ومن الآباء نحو ثمانية ، فهو : نوح بن لامخ بن متوشلح بن أخنوخ بن برد بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث.
قال قتادة : وكان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الهدى.
ثم حدث فيهم الشرك ، فأرسل الله إليهم نوحا ، فكذبوه وآذوه.
فأهلكهم الله بالطوفان. وكان الطوفان عاما على القول الصحيح ، والمجوس تنكره ، وبعضهم يخصه ببابل. وأنجى نوحا وأصحاب السفينة ،
صفحة ٣٠