وذلك أن عبد العزيز بن محمد بن سعود لما ملك بلد حرمة أمر بهدم بعض بيوتها ، وقطع بعض نخيلها ، وجلا بعض أهلها وذلك سنة 1193 ه.
وكان ممن جلا حمد بن محمد كاتب هذه الشجرة ، وعمه فراج وأولاده ، وسكنوا في القصب ، ثم ارتحلوا منها إلى ثادق ، وولد الابن محمد بها كما ذكرنا ، وحفظ القرآن ، وتعلم الحظ ، وكان خطه فائقا ، وتكلم بالشعر في صغره ، ومدح عمر بن سعود بن عبد العزيز بقصائد كثيرة ، ثم سافر قاصدا بلد الزبير ، وهو ابن سبعة عشر سنة ، وصار نابغة وقته في الشعر ، وله أشعار مشهورة عند العامة ، نرجو الله أن يسامحه.
ولم يزل هناك إلى أن توفي في بلد الكويت سنة 1247 ه في الطاعون العظيم الذي عم العراق والزبير والكويت ، هلكت فيه حمايل وقبايل ، وخلت من أهلها منازل ، وبقي الناس في بيوتهم صرعى لم يدفنوا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فيكون عمره اثنين وأربعين سنة ، وليس له عقب رحمه الله .
وإخوته زامل وعبد الله ساكنان مع أبيهما في بلد التويم ، وذلك أن إبراهيم باشا لما أخذ الدرعية سنة 1233 ه ، ارتحلت أنا والعم فراج من ثادق ، ومعه أولاده ، فسكن العم فراج وأولاده في حرمة ، وأما أنا فسكنت في حوطة سدير ، فلما كان سنة 1238 ه ارتحلت بأولادي إلى بلد التويم ، وسكنت فيه وجعلته وطنا ، والحمد لله رب العالمين.
* ***
*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصل اللهم على سيدنا محمد الصادق لأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فقد سألني من إجابته علي واجبة ، ومنته وصلته إلي واصلة واصبة ، ابن العم الشفيق الذي بمنزلة الأخ الشقيق ، المؤيد من الله اللطف والعون الشيخ : ضاحي بن محمد بن إبراهيم بن عون ، أن أثبت له نسب قبيلته المسمين بآل مدلج ، طلبا منه لحفظ الأنساب ، وللمواصلة التي توجب الثواب.
فأجبته إلى ذلك ، وكتبت برسمه ما بلغني وتلقيته من أشياخ القبيلة مثل : عبد الله بن أحمد بن فواز ، وحمد بن عبد الله بن مانع وغيرهما ، وما رأيته في الوثائق بخط العلماء.
وأحببت أن أذكر قبل ذلك مقدمة تكون كالأساس في البنيان ؛ ينتفع بها المنتهي فضلا عن المبتدىء في هذا الشأن.
وأذكر فصولا تتعلق بالمقصود من الأنساب ، وتطلع ما غاب عن أكثر الطلاب على سبيل التلخيص والاختصار ، حاذفا ذكر القائل والناقل
صفحة ٢٩