247

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب

محقق

عبد السلام محمد هارون

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

(وَقد عجبت وَمَا بِالْمَوْتِ من عجب ... مَا بَال أحيائنا يَبْكُونَ مَوتَانا)
إِلَى أَن قَالَ:
(يَا رب لَا تجعلني كَافِرًا أبدا ... وَاجعَل سريرة قلبِي الدَّهْر إِيمَانًا)
(واخلط بِهِ بنيتي واخلط بِهِ بشري ... وَاللَّحم وَالدَّم مَا عمرت إنْسَانا)
(إِنِّي أعوذ بِمن حج الحجيج لَهُ ... والرافعون لدين الله أركانًا)
(مُسلمين إِلَيْهِ عِنْد حجهم ... لم يَبْتَغُوا بِثَوَاب الله أثمانًا)
فَقَالَ
: " آمن شعره وَكفر قلبه ". وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي " طَبَقَات الشُّعَرَاء ": " وَكَانَ أُميَّة يخبر أَن نَبيا يخرج، قد أظل زَمَانه، وَكَانَ يؤمل أَن يكون ذَلِك النَّبِي؛ فَلَمَّا بلغه خُرُوج النَّبِي
كفر بِهِ حسدًا ". وَلما أنْشد النَّبِي
شعره قَالَ: " آمن لِسَانه وَكفر قلبه ". وأتى بِأَلْفَاظ كَثِيرَة لَا تعرفها الْعَرَب، وَكَانَ يَأْخُذهَا من الْكتب. مِنْهَا قَوْله: (الوافر)
(بِآيَة قَامَ ينْطق كل شَيْء ... وخان أَمَانَة الديك الْغُرَاب)
وَزعم أَن الديك كَانَ نديمًا للغراب، فرهنه على الْخمر وغدر بِهِ وَتَركه عِنْد الْخمار، فَجعله الْخمار حارسًا. وَمِنْهَا قَوْله:
(قمر وساهور يسل ويغمد)
وَزعم أهل الْكتاب أَن " الساهور " غلاف الْقَمَر يدْخل فِيهِ إِذا انكسف.

1 / 249