وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قالت يا رسول الله ما الذي تغفر به ذنوبنا كلها ، قال: أن يبقى لسانك رطبا من ذكر الله ، قلت : يا رسول الله ألهذا وقت ؟ قال : كل الأوقات وقت له ، فهذا رحمك الله صريح (¬1) بغفران الذنب كله بذكر الله ، وما سأله الصحابي في عصره فهو باق على حكمه إلى آخر الدهر ، وقد قال الله تعالى في كتابه [ ولذكر الله أكبر ] (¬2) ، قال السدي : أكبر من كل شيء ، وقال السيد عبد القادر رضي الله عنه : أكبر من أن يضر معه ذنب ، وقال الجنيد رضي الله عنه : أكبر من أن يأتي صاحبه معه ما ينافيه من الاشتغال ، وقال القشيري : أكبر من أن يعذب ذاكره ، فإن كان عليه ذنب تحمله عنه كرمه ، وقال الشبلي : أكبر من أن يتلفظ به إلا من أراد أن يغفر له ، وقال الطائي (¬3) : أكبر من أن يرد ذاكره دون أن يغفر له ، وكل ذلك عليه هين ، وقال موسى عليه السلام : من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك ، فقال : هم البريئة أبدانهم / الطاهرة قلوبهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا 27 ذكرت ذكروني ، وإذا ذكروني ذكرت بهم ، يسبغون الوضوء في المكاره ، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها ، ويكلفون بمحبتي كما يكلف الصبي بحب أمه ، ويغضبون لمحارمي كما يغضب النمر إذا حزن .
ذكره الإمام أحمد في كتاب الزهد ، فهذا أيضا صريح لمن فعله بغفران الذنوب .
صفحة ٣١