[الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة للعكبري]
الخصال المكفرة للذنوب
المتقدمة والمتأخرة
تصنيف
شهاب الدين أحمد بن حجر
العسقلاني
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430ه / 2009م
ابن حجر العسقلاني (¬1)
اسمه ولقبه وكنيته ونسبته :
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر بن أحمد الكناني ، العسقلاني الأصل ، ثم المصري المولد والنشأة والدار والوفاة ، الشافعي المذهب ، قاضي القضاة شيخ الإسلام ، شهاب الدين ، أبو الفضل بن نور الدين بن قطب الدين بن ناصر الدين بن جلال الدين . فهو من عائلة فلسطينية الأصل ، سكنت مدينة عسقلان ، وهاجرت إلى مصر قبل أن يولد هناك .
وأما ابن حجر فهو لقب جرى عليه من بعض أجداده ، وقال ابن العماد : نسبة إلى آل حجر ، وأرضهم قابس .
مولده زمانا ومكانا ونشأته :
ولد المحدث الجليل بمصر العتيقة (الفسطاط) في 12 شعبان سنة 773ه ، ونشأ يتيما، فما كاد يتم الرضاعة حتى فقد أمه، وكان والده عالما أديبا ثريا ، أراد لابنه أن ينشأ نشأة علمية أدبية غير أنه ما إن بلغ الرابعة من عمره حتى توفي أبوه في رجب 777ه ، تاركا له مبلغا من المال ، أعانه على تحمل أعباء الحياة، ومواصلة طلب العلم . وبعد موت أبيه، كفله زكي الدين الخروبي كبير تجار مصر، الذي قام بتربيته والعناية به، فأدخله الكتاب ، فظهر نبوغه المبكر ، حيث حفظ القرآن الكريم، وجوده وعمره لم يبلغ التاسعة ، ووصف بأنه كان لا يقرأ شيئا إلا انطبع في ذهنه .
رحلاته في طلب العلم :
صفحة ١
لما رحل الخروبي إلى الحج سنة 784ه رافقه ابن حجر ، وهو في نحو الثانية عشرة من عمره ، ليدرس في مكة الحديث النبوي الشريف على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوري ، وقد قرأ عليه صحيح البخاري ، وسمع في مكة من الشيخ جمال الدين بن ظهيرة ، وأقام بها سنة .
ثم عاد إلى القاهرة ، ودرس على عدد كبير من علماء عصره أمثال : الحافظ عبد الرحيم العراقي ، فدرس على يديه الحديث ، ودرس الفقه على سراج الدين بن الملقن ، والبلقيني ، والعز بن جماعة، والشهاب البوصيري .
... ثم رحل إلى الشام والحجاز واليمن ، واتصل بمجد الدين الفيروزابادي صاحب القاموس .
وأقام في فلسطين ، وتنقل في مدنها ، يسمع من علمائها ، ويتعلم منهم ، ففي غزة سمع من أحمد بن محمد الخليلي ، وفي بيت المقدس سمع من شمس الدين القلقشندي ، وفي الرملة سمع من أحمد بن محمد الأيكي ، وفي الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم .
وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء ، كل واحد كان رأسا في فنه ، كالقراءات ، والحديث ، واللغة ، والفقه ، والأصول ، غير أنه وجد في نفسه ميلا وحبا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ويذكر عن شيخه العز بن جماعة أنه قال : أقرأ في خمسة عشر علما ، لا يعرف علماء عصره أسماءها .
مكانته بين أهل عصره :
تفرد ابن حجر من بين أهل عصره بعلم الحديث ، مطالعة وقراءة وتصنيفا وإفتاء ، وطبقت شهرته الآفاق في علم الحديث ، فصار المعول عليه في هذا الشأن ، وأصبح حافظ الإسلام ، وشهد له بالحفظ والإتقان القاصي والداني ، والعدو والصديق ، حتى أصبح لفظ الحافظ كأنه وقف عليه فلا يطلق إلا عليه ، ولا ينصرف إلا إليه ، وقد رحل إليه الطلبة من معظم الأقطار ، ونظرة في قائمة مصنفاته تريك علو همته ، وجلال قدره ، وسعة إلمامه ، وقد انتشرت مؤلفاته في الأقطار انتشارا منقطع النظير ، وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها .
صفحة ٢
يقول ابن تغري بردي : وكان رحمه الله تعالى إماما عالما حافظا شاعرا أديبا مصنفا مليح الشكل منور الشيبة، حلو المحاضرة إلى الغاية والنهاية، عذب المذاكرة مع وقار وأبهة وعقل وسكون وحلم وسياسة ودربة بالأحكام، ومداراة الناس. قل أن كان يخاطب الرجل بما يكره، بل كان يحسن إلى من يسيء إليه، ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبر والصدقات؛ وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد.
ولم يكن فيه ما يعاب، إلا تقريبه لولده لجهل كان في ولده وسوء سيرته؛ وما عساه كان يفعل معه، وهو ولده لصلبه، ولم يكن له غيره؟.
وقال السيوطي : قد انتهت اليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها .
أما عن قيمته بالنسبة لتاريخ مصر الإسلامية فله تراث تاريخي قيم.
وقد اشتق صفته كمؤرخ ثبت من براعته كمحدث.
الوظائف التي شغلها :
... شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة في الإدارة المملوكية المصرية ، مما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك ، ومكنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأساسية لأحداث عصره .
تولى ابن حجر منصب القضاء مرات عديدة ، وكان قاضي قضاة الشافعية ، واستمر في منصبه نحو عشرين سنة ، شهد له فيها الناس بالعدل والإنصاف ، وولي الإفتاء بدار العدل ، وإلى جانب ذلك تولى الخطابة في الجامع الأزهر ، ثم جامع عمرو بن العاص .
وقد أهله علمه الغزير في الحديث والتفسير وغيرهما أن يتولى مهمة التدريس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده ، فقد درس الحديث بالشيخونية، وبجامع القلعة، وبالجمالية، وبالبيبرسية ودرس الفقه بالمؤيدية وبالشيخونية وولي مشيخة الشيوخ بالبيبرسية ، ومشيخة الصلاحية ، هذا فضلا عن المدرسة الحسنية ، والمنصورية، والفخرية ، والمحمودية ، ومدرسة جمال الدين الآستادار في القاهرة ، وغيرها من المدارس الشهيرة بمصر.
مؤلفاته :
صفحة ٣
له مؤلفات وتصانيف تربو على مائة وخمسين مصنفا في مجموعة من العلوم المهمة ، وقد أحصينا منها :
فتح الباري شرح صحيح البخاري (¬1) .
هدى الساري (¬2) ، وشرح آخر أكبر منه ، وآخر ملخص (¬3) منه لم يتما.
تغليق التعليق (¬4) ، ومختصره يسمى التشويق ، ومختصر ثالث يسمى التوفيق .
تقريب الغريب في غريب صحيح البخاري.
الاحتفال في بيان أحوال الرجال (¬5) .
شرح الترمذي . لم يتم،
اللباب في شرح قول الترمذي وفي الباب .
إتحاف المهرة بأطراف العشرة (¬6) .
أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي .
بيان أحوال الرجال الرواة (¬7) .
تهذيب التهذيب
تقريب التهذيب (¬8) .
طبقات الحفاظ .
أثبات الرجال مما ليس في تهذيب الكمال.
صفحة ٤
الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف.
الإستدراك على الكاف . لم يتم.
الواف بآثار الكشاف .
نصب الراية إلى تخريج أحاديث الهداية (¬1) .
هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة.
الإعجاب ببيان الأنساب.
التمييز في تخريج أحاديث شرح الوجيز.
الإصابة في تمييز الصحابة (¬2) .
تشديد القوس في أطراف مسند الفردوس .
زهر الفردوس.
الأحكام لما في القرآن من الإبهام.
نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (¬3) . وشرحها.
الإيضاح بنكت ابن الصلاح . لم يتم،
الإستدراك على نكت ابن الصلاح لشيخه .لم يتم
لسان الميزان.
تحرير الميزان.
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه.
الإيناس بمناقب العباس.
تقريب المنهج بترتيب المدرج.
الإفنان في رواية الأقران .
المقترب في بيان المضطرب.
شفاء الغلل في بيان العلل.
الزهر المطلول في الخبر المعلول.
التعريج على التدبيج .
نزهة الالباب في الألقاب.
نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين.
المجموع العام في آداب الشراب والطعام ودخول الحمام .
خبر الثبت في صيام السبت.
تبيين العجب فيما ورد في صوم رجب.
زوائد الأدب المفرد للبخاري على الستة.
زوائد مسند الحارث على الستة ومسند أحمد.
البسط المثبوت في خبر البرغوث .
كشف الستر بركعتي الوتر.
ردع المجرم في الذب عن عرض المسلم.
أطراف الأحاديث المختارة للضياء .
تعريف الفئة بمن عاش من هذه الأمة مائة.
إقامة الدلائل على معرفة الأوائل.
ترتيب المبهمات على الأبواب.
أطراف الصحيحين . على الأبواب مع المسانيد.
المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس.
صفحة ٥
التذكرة الحديثية. عشرة أجزاء، التذكرة الأدبية في أربعين لطاف.
الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة (¬1) .
تخريج الاحاديث المقطعة في السيرة الهشامية .
الشمس المنيرة في تعريف الكبيرة.
المنحة فيما علق الشافعي القول به على الصحة .
توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس.
تحفة المستريض المتمحض .
فهرست المرويات .
علم الوشي وبنده فيمن روى عن أبيه عن جده .
الأنوار بخصائص المختار .
الآيات النيرات بخوارق المعجزات .
القول المسدد في الذب عن مسند أحمد .
تعريف أولي التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس .
المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية (¬2) .
أنباء الغمر بابناء العمر (¬3) .
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (¬4) .
نزهة القلوب في معرفة المبدل والمقلوب .
مزيد النفع بمعرفة ما رجح فيه الوقف على الرفع .
بيان الفصل لما رجح فيه الإرسال على الوصل .
تقويم السناد بمدرج الإسناد.
تعجيل المنفعة برجال الأربعة .
المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية .
الأعلام بمن ولي مصر في الإسلام .
رفع الأصر عن قضاة مصر (¬5) .
صفحة ٦
أنتقاض الأعتراض (¬1) .
بلوغ المرام من أحاديث الأحكام .
وقرة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج .
الخصال الموصلة إلى الظلال .
الأعلام بمن سمي محمد قبل الإسلام .
قوة الحيل في الكلام على الخيل .
الأثار برجال الأثار (¬2) .
بذل الماعون في أخبار الطاعون .
المنتخب في زوائد البزار على الكتب الستة ومسند أحمد .
أسباب النزول .
النبأ الأنبه في بناء الكعبة .
نزهة النواظر المجموعة في النوادر المسموعة .
صرف العين عن قذى العين .
أفراد مسلم عن البخاري .
زيادات بعض الموطآت على بعض .
طرق حديث صلاة التسبيح .
طرق حديث لو أن نهرا بباب أحدكم .
طرق حديث من صلى على الجنازة فله قيراط .
طرق حديث جابر في البعير .
طرق حديث نضرالله امرأ .
الإنارة بطرق حديث غب الزيارة .
طرق حديث الغسل يوم الجمعة ، من رواية نافع عن ابن عمر خاصة .
طرق حديث تعلموا الفرائض .
طرق حديث الجامع في رمضان .
طرق حديث القضاة ثلاثة .
طرق حديث من بني مسجدا .
طرق حديث المغفر .
طرق حديث الأئمة من قريش . يسمى لذة العيش .
طرق حديث من كذب علي .
طرق حديث يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة .
طرق حديث الصادق المصدوق.
طرق حديث قبض العلم.
طرق حديث المسح على الخفين .
طرق حديث ماء زمزم لما شرب له .
طرق حديث حج أدم موسى .
طرق حديث أولى الناس بي .
طرق حديث مثل أمتي كالمطر .
النكت على نكت العمدة للزركشي .
الكلام على حديث: إن امرأتي لا ترد يد لا مس .
المهمل من شيوخ البخاري .
الأصلح في إمامة غير الأفصح .
البحث عن أحوال البعث .
تلخيص التصحيف للدار قطني .
ترتيب العلل على الأنواع .
مختصر تلبيس أبليس .
الجواب الجليل الوقعة فيما يرد على الحسيني وأبي زرعة .
النكت الظراف على الأطراف .
صفحة ٧
الإعتراف بأوهام الأطراف .
الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع .
الأربعون المهذبة بالأحاديث الملقبة .
بيان ما أخرجه البخاري عاليا عن شيخ اخرج ذلك الحديث أحد الأئمة عن واحد عنه .
مناسك الحج .
شرح مناسك المنهاج النووي .
عشاريات الصحابة.
القصد الأحمد في من كنيته أبو الفضل وأسمه أحمد .
الأجزاء بأطراف الأجزاء . على المسانيد .
الفوائد المجموعة بأطراف الأجزاء المسموعة.على الأبواب مع المسانيد.
تلخيص مغازي الواقدي .
تلخيص البداية والنهاية لابن كثير.
تلخيص الجمع بين الصحيحين .
تلخيص ترغيب المنذري .
تجريد الوافي للصفدي .
الأجوبة المشرقة عن المسائل المفرقة .
عجب الدهر في فتاوي شهر .
ديوان شعر .
مختصر يسمى " ضوء الشهاب .
مختصر منه يسمى " السبعة السيارة .
ديوان الخطب الأزهرية .
ديوان الخطب القلعية .
مختصر العروض .
الأمالي الحديثيه . وعدتها أكثر من ألف مجلس.
ومما شرع فيه وكتب منه اليسير :
حواشي الروضة .
المقرر في شرح المحرر .
النكت على شرح ألفية العراقي .
النكت على شرح مسلم للنووي.
النكت على شرح المهذب.
النكت على تنقيح الزركشي .
النكت على شرح العمدة لابن الملقن .
النكت على جمع الجوامع لأبن السبكي .
تخريج أحاديث شرح التنبيه للزنكلوني .
التعليق على مستدرك الحاكم .
التعليق على موضوعات ابن الجوزي .
نظم وفيات المحدثين .
الجامع الكبير من سنن البشير النذير .
شرح نظم السيرة للعراقي .
مسئلة السريجية .
المؤتمن في جمع السنن .
زوائد الكتب الأربعة مما هو صحيح .
تخريج أحاديث مختصر الكفاية .
الإستدراك على تخريج أحاديث الأحياء للعراقي.
ومما رتبه :
ترتيب المتفق للخطيب .
ترتيب مسند الطيالسي .
ترتيب غرائب شعبة لأبن مندة .
ترتيب مسند عبد بن حميد .
ترتيب فوائد سموية .
ترتيب فوائد تمام .
ومما خرجه :
صفحة ٨
المائة العشارية من حديث البرهان الشامي .
الأربعون التالية لها .
كتاب العشارية السنن من حديث العراقي .
المعجم الكبير للشامي .
مشيخة ابن أبي المجد . الذين تفرد بهم .
مشيخة ابن الكويك . الذين أجازوا له .
الأربعون العالية لمسلم على البخاري.
ضياء الأنام بعوالي شيخ الإسلام ، البلقيني.
الأربعون المجتازة عن شيوخ الإجازة ، للمراغي .
المعجم للحرة مريم .
مشيخة القباقبي لفاطمة .
بغية الراوي بابدال البخاري .
الإبدال العوالي .
الإفراد الحسان من مسند الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن .
ثنائيات الموطأ .
خماسيات الدارقطني.
الإبدال الصفيات من الثقفيات.
الإبدال العليات من الخلعيات.
شعره :
كان ابن حجر شاعرا مطبوعا فقد عني بالأدب والشعر حتى برع فيهما ونظم الكثير فأجاد، وهو ثاني السبعة الشهب من الشعراء (¬1) .
وقد كان شعره في غاية الحسن . ومنه قوله ( من الطويل )
خليلي ولى العمر منا ولم نتب وننوي فعال الصالحات ولكنا
فحتى متى نبني بيوتا مشيدة وأعمارنا منا تهد وما تبنى
وله : ( من المنسرح )
سألت من لحظه وحاجبه كالقوس والسهم موعدا حسنا
ففوق السهم من لواحظه وانقوس الحاجبان واقترنا
وله: ( من الطويل )
أتى من أحبائي رسول فقال لي: ترفق وهن واخضع تفز برضانا
فكم عاشق قاسى الهوان بحبنا فصار عزيزا حين ذاق هوانا
وفاته :
صفحة ٩
كان يوم وفاته يوما مشهودا، اجتمع في تشييع جنازته من الناس ما لا يحصيهم إلا الله، حتى قال بعض الأذكياء إنه حزر من مشى في جنازته نحو الخمسين ألف إنسان. وحتى كادت تتوقف حركة الحياة بمصر، يتقدمهم سلطان مصر والخليفة العباسي والوزراء والأمراء والقضاة والعلماء، من داره بالقاهرة من باب القنطرة إلى الرملة؛ وصلت عليه البلاد الإسلامية صلاة الغائب، في مكة وبيت المقدس، والخليل.. وغيرها، ورثاه الشعراء بقصائدهم، والكتاب برسائلهم.
وكانت وفاته في ليلة السبت ثامن عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ؛ وصلي عليه بمصلاة المؤمني وحضر السلطان الصلاة عليه، ودفن بالقرافة. وكان لموته يوم عظيم على المسلمين، ومات ولم يخلف بعد مثله شرقا ولا غربا في علم الحديث.
صفحة ١٠
بسم الله الرحمن الرحيم ... قال الشيخ محمد بن أبي بكر الديري الناصري القادري (¬1) ، عفا الله عنه ، في رحلته إلى القاهرة المحروسة : قرأت على حافظ العصر ، إمام المحدثين ، شهاب الدين أحمد بن حجر ، رحمه الله تعالى من مصنفاته المختصرة ، ومعانيه المبتكرة ، المقدمة المسماة بالخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة ، فوجدتها درة يتيمة في نفسها ، لا يعرف قيمتها إلا أبناء جنسها ، فسألني بعض طالبيها أن ألخص (¬2) لهم معانيها من غير إخلال بالمقصود، فاستخرت الله تعالى ، وبذلت في ذلك المجهود ، وحذفت الأسانيد ، واقتصرت على الروايات والطرق على الأوضح ، والله تعالى المسئول ، أن يبلغني وإياهم المأمول ، فأقول من خطبة الشيخ ، رحمه الله تعالى :
صفحة ١١
... الحمد لله غافر الذنوب وإن عظمت ، كاشف الكروب وإن استحكمت ، أحمده ، والحمد له من أوثق عرى الإيمان ، وأشكره، والشكر له مزيد الامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك الديان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله إلى كافة الإنس والجان ، ورحمة كاملة لأهل الإيمان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين هاجروا معه ، وتركوا / الأوطان ، 2 وآوه ، ونصروه ، ووقروه ، وعلى من تبعهم بإحسان ، [ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ] (¬1) صلاة دائمة ما ائتلف الفرقدان ، واختلف الجديدان .
أما بعد ...
... فهذه أحاديث نبوية ، تتبعتها من كتب كثيرة ، غريبة ومشهورة ، وكلها داخلة تحت معنى واحد رائق ، وهو العمل بما ورد الوعد فيه بغفران ما تقدم من الذنوب وتأخر ، على لسان الصادق ، وقد رتبتها على أبواب ؛ ليسهل كشفها على الطلاب ، وسميتها بالخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة ، وقد أردت قبل الشروع في إيراد الحديث أن أذكر شيئا من كلام الأئمة هنالك ، في جواز ذلك ، فمن ذلك أن الأئمة رضي الله عنهم تكلموا على قوله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر ، فقال : إن الله اطلع عليهم ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، بالجزم ، والرواية الأخرى: لعل ، وقوله : اعملوا ما شئتم للتكريم ، والمراد أن كل عمل عمله البدري لا يؤاخذ به ، وقيل : إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة ؛ كأنها لم تقع ، وقيل : إنهم حفظوا ، فلا تقع منهم سيئة .
ومما يدخل في هذا المعنى ما ورد في صوم يوم عرفة، وأنه يكفر سنتين : الماضية والآتيه، فهو دال على وجود التكغير قبل وقوع الذنب .
صفحة ١٢
/ ومن ذلك ما خرجه ابن حبان في صحيحه ، عن عائشة رضي الله عنها3 قالت : رأيت من النبي طيب نفس ، فقلت : يا رسول الله ادع لي ، فقال : اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت .
وقال لعثمان: غفر الله لك ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما هو كائن إلى يوم القيامة .
فدعاء المعصوم بذلك لبعض أمته دلل على جواز وقوع ذلك ، وإذا علم أن الله مالك كل شيء ، له مافي السموات وما في الأرض وما بينهما ، وما تحت الثرى ، لم يمتنع أن يعطي من شاء ما شاء ، [ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ] (¬1) ، فالنشرع في ايراد ما وعد به .
والله أسأل أن ينفع به ، إنه قريب مجيب ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وإليه أنيب .
من كتاب الطهارة :
قال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه ، وفي مسنده معا ، من رواية حمران مولى عثمان ، رضي الله عنهما ، قال : دعا عثمان بوضوء في ليلة باردة ، وهو يريد الخروج إلى الصلاة ؛ فجئته بالماء ، فأكثر من ترداد الماء على وجهه ويديه ، فقلت : حسبك ، فقد أسبغت الوضوء ، والليلة شديدة البرد ، فقال : صب ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يسبغ عبد / الوضوء ألا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأخرجه أيضا أبو بكر بن أحمد بن علي المروزي ، شيخ النسائي4 والبزار في مسنده ، وأصل الحديث في الصحيحين ، لكن ليس فيهما ما تأخر .
كتاب الصلاة : في القول عند سماع المؤذن :
صفحة ١٣
قال أبو عوانة الإسفرايني في مستخرجه الصحيح على مسلم ، من رواية لسعد ابن أبي وقاص ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمع المؤذن فقال ، وفي رواية محمد بن عامر : من قال حين يسمع يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وفي رواية محمد بن عامر : رسولا ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال له رجل : يا سعد ابن أبي وقاص ، ما تقدم من ذنبه وما تأخر ! ، فقال : هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وليس عندهم : ما تأخر .
حديث صلاة التسابيح :
قال أبو داود من رواية ابن عباس رضي الله عنهما ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : يا عماه ، ألا أعطيك ، ألا أمنحك ، ألا أحبوك ، ألا أفعل بك عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك ، غفر لك / ذنبك ، 5 أوله وآخره ، قديمه وحديثه، وخطؤه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته ، عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة ، وأنت قائم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، خمس عشرة مرة ، ثم تركع ؛ فتقولها ، وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك ؛ فتقولها عشرا ، ثم تهوي ساجدا ؛ فتقولها وأنت ساجد عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود ؛ فتقولها عشرا ، ثم تسجد ؛ فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك ؛ فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون ، في كل ركعة تفعل ذلك ، أربع ركعات ، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة .
... هكذا أورده أبو داود ، وأشار إليه الترمذي ، وأورده ابن خزيمة ، وله شواهد أخر .
حديث آخر في فضل التأمين في الصلاة :
صفحة ١٤
قال ابن وهب في مصنفه : إن أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه( تأمين ) (¬1) الملائكة غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر .
... هكذا رويناه في المجلس الثاني من أمالي أبي عبد الله الجرجاني ، وقد 6 أخرجه مسلم ، وابن ماجة ، وليس فيه : وما تأخر .
حديث في صلاة الضحى :
قال آدم ابن أبي إياس في كتاب الثواب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى سبحة الضحى إيمانا واحتسابا ، كتب الله له بها مائتي حسنة ، ومحا عنه مائتي سيئة ، ورفع له مائتي درجة ، وغفر له ذنوبه كلها ، ما تقدم منها وما تأخر ، إلا القصاص .
لكن إسناده ضعيف .
حديث في القراءة بعد صلاة الجمعة :
قال أبو عبد الرحمن السلمي ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ إذا سلم الإمام يوم الجمعة ، قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس سبعا سبعا ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأعطي من الأجر بعدد من آمن بالله واليوم الآخر .
وهكذا رواه أبو سعد القشيري ، وفيه ضعف .
... وفي مصنف ابن أبي شيبة عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : من قرأ يوم الجمعة فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، حفظ ما بينه وبين الجمعة الأخرى .
وذكر أبو عبيدة مثله من غير ذكر الفاتحة ، وقال : حفظ وكفي من مجلسه / ذلك إلى مثله . 7
حديث في فضل الصيام والقيام :
صفحة ١٥
قال الإمام أحمد في مسنده ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بقيام رمضان من غير أن يأمرنا فيه بعزيمة ، ويقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر .
رواه الإمام مسلم من طرق كثيرة ، من غير وما تأخر .
قال النسائي في السنن الكبرى له ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي رواية قتيبة : وما تأخر . ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه ، وفي حديث قتيبة وما تأخر.
هكذا رواه النسائي عن قتيبة ، وتابعه حامد بن يحيى .
حديث آخر في قيام ليلة القدر :
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن ، فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ، وهي ليلة وتر ، تسع ، أو سبع ، أو خامسة ، أو ثالثة ، أو آخر ليلة .
هذا حديث رجاله ثقات ، ومن طريق أخرى ، عن عبادة بن الصامت ، رضي الله عنه أنه سأل رسول الله / صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر ، 8 فقال صلى الله عليه وسلم : في رمضان ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، فإنها في وتر إحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، أو سبع وعشرين ، أو تسع وعشرين ، أو في آخر ليلة ، فمن قامها ابتغاءها إيمانا واحتسابا ، ثم وفقت له ، غفر الله له من ذنبه ما تقدم ، وما تأخر .
وذكر الطبراني في المعجم نحوه .
حديث في صيام يوم عرفة :
قال أبو سعيد النقاش الحافظ في أماليه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام يوم عرفة ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
صفحة ١٦
... وقد ثبت في صحيح مسلم أنه يكفر السنة الماضية ، والمستقبلة ، فلعل ذلك المراد من قوله : ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر .
حديث في فضل الإهلال من الأقصى :
قال أبو داود في كتاب السنن له ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أهل بحجة ، أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، غفر الله من ذنبه ما تقدم وما تأخر ، ووجبت له الجنة (¬1) .
صفحة ١٧
شك عبد الله (¬1) ، هكذا نسخته بواو ، وليس قبلها ألف ، رواه / البخاري في9 تاريخه الكبير ، فلم يذكر فيه وما تأخر .
في فضل الحج الخالص :
قال أبو نعيم في الحلية ، من رواية عبد الله ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من جاء حاجا ، يريد وجه الله ، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفع فيمن دعا له .
آخر في ذلك :
قال أبو عبد الله بن منده في أماليه ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خرج الحاج من بيته ، كان في حرز الله ، فإن مات قبل أن يقضي نسكه ، وقع أجره على الله ، وإن بقي حتى يقضي نسكه غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ، وإنفاق الدرهم في ذلك يعدل أربعين ألف ألف فيما سواه في سبيل الله .
ورويناه في الجزء السابع من كتاب الترغيب لأبي حفص بن شاهين .
حديث آخر في ذلك :
قال أحمد بن منيع في مسنده ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : من قضى نسكه ، وسلم المسلمون من يده ولسانه ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر .
أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير .
حديث آخر :
ذكره القاضي عياض في الشفاء أن من صلى ركعتين خلف المقام غفر له / 10 ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ، وحشر يوم القيامة من الآمنين .
في كتاب الأذكار :
والقراءة ، تقدم حديث القراءة بعد الجمعة .
حديث في قراءة سورة الحشر :
قال أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره : من قرأ آخر سورة الحشر ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر .
صفحة ١٨
وقال أبو بكر بن لال في كتابه مكارم الأخلاق ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من علم ابنه القرآن نظرا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومن علمه إياه ظاهرا فكلما قرأ آية رفع الله بها للأب درجة حتى ينتهي لى آخر ما معه من القرآن .
حديث في فضل التسبيح والتهليل والتكبير :
قال أبو عبدالله بن حبان في فوائد الأصبهانيين ، عن أم هانئ رضي الله عنها ، وكانت تكثر الصيام والصلاة والصدقة ، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشكت إليه ضعفها ، فقال : سأخرك بما هو عوض عن ذلك ، تسبحين الله مائة مرة، فتلك مائة رقبة تعتقينها متقبلة، وتحمدين الله مائة مرة ، فذلك مائة بدنة مجللة تهدينها متقبلة ، وتكبرين الله مائة مرة ، وهناك يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
قال : روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / أنه قال : من عد11 البحر أربعين موجة ، وهو يكبر ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وإن الأمواج لتحث الذنوب حثا .
حديث ذكره أبو الحسن الربعي في فضائل الشام من كتاب الجهاد :
حديث في فضائل الرباط بعكا :
قال أبوالحسن في كتاب فضائل الشام، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدينة الجبلين على البحر ، يقال لها عكا ، من دخلها رغبة فيها غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن خرج منها رغبة عنها ، لم يبارك له في خروجه ، وبها عين تسمى عين البقر من شرب منها ملأ الله قلبه نورا ، ومن أفاض عليه منها كان طاهرا إلى يوم القيامة .
إسناده مجهول .
وفي كتاب الأدب :
حديث من سلم المسلمون من لسانه ويده ، تقدم في الحج .
في فضل قود الأعمى :
صفحة ١٩
قال أبو عبد الله بن منده في أماليه ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
قال أبو عبد الله : وهو غريب ، وقد وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو داود .
حديث في فضل السعي في حاجة المسلم :
قال أبوأحمد عبد الله بن محمد بن المفسر الناصح ، عن ابن عباس / 12 رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكتب له براءة من النار ، وبراءة من النفاق .
حديث في فضل المصافحة :
قال الحسن بن سفيان ، وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما جميعا ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما من عبدين متحابين في الله ، وفي رواية ما من مسلمين يلتقيان ؛ فيتصافحان ، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ، ما تقدم منها ، وما تأخر .
أخرجه ابن حبان .
حديث في فضل حمد الله تعالى عقب الأكل :
قال أبو داود في السنن ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أكل طعاما ، ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
هذا إسناده حسن، وسهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري تابعي مشهور/13 بالصدق والفضل .
فضل التعمير في الإسلام :
وقع لنا من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه (¬1) ، ومن حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومن حديث شداد بن أوس ، ومن حديث أبي هريرة ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث ابن عمر ، ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين .
صفحة ٢٠