يقول ابن تغري بردي : وكان رحمه الله تعالى إماما عالما حافظا شاعرا أديبا مصنفا مليح الشكل منور الشيبة، حلو المحاضرة إلى الغاية والنهاية، عذب المذاكرة مع وقار وأبهة وعقل وسكون وحلم وسياسة ودربة بالأحكام، ومداراة الناس. قل أن كان يخاطب الرجل بما يكره، بل كان يحسن إلى من يسيء إليه، ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبر والصدقات؛ وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد.
ولم يكن فيه ما يعاب، إلا تقريبه لولده لجهل كان في ولده وسوء سيرته؛ وما عساه كان يفعل معه، وهو ولده لصلبه، ولم يكن له غيره؟.
وقال السيوطي : قد انتهت اليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها .
أما عن قيمته بالنسبة لتاريخ مصر الإسلامية فله تراث تاريخي قيم.
وقد اشتق صفته كمؤرخ ثبت من براعته كمحدث.
الوظائف التي شغلها :
... شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة في الإدارة المملوكية المصرية ، مما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك ، ومكنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأساسية لأحداث عصره .
تولى ابن حجر منصب القضاء مرات عديدة ، وكان قاضي قضاة الشافعية ، واستمر في منصبه نحو عشرين سنة ، شهد له فيها الناس بالعدل والإنصاف ، وولي الإفتاء بدار العدل ، وإلى جانب ذلك تولى الخطابة في الجامع الأزهر ، ثم جامع عمرو بن العاص .
وقد أهله علمه الغزير في الحديث والتفسير وغيرهما أن يتولى مهمة التدريس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده ، فقد درس الحديث بالشيخونية، وبجامع القلعة، وبالجمالية، وبالبيبرسية ودرس الفقه بالمؤيدية وبالشيخونية وولي مشيخة الشيوخ بالبيبرسية ، ومشيخة الصلاحية ، هذا فضلا عن المدرسة الحسنية ، والمنصورية، والفخرية ، والمحمودية ، ومدرسة جمال الدين الآستادار في القاهرة ، وغيرها من المدارس الشهيرة بمصر.
مؤلفاته :
صفحة ٣