وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي/ الله عنه عن النبي صلى الله عليه24 وسلم قال : إذا توضأ العبد المسلم ، أو المؤمن ، فغسل وجهه ، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل رجليه ، خرج كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، حتى يخرج نقيا من الذنوب .
إلى غير ذلك مع ما يحصل من الثواب ، زيادة على تكفير السيئات .
وعنه صلى الله عليه وسلم ، قال : من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء ، فلا يدخلها حتى يغفر له . ومعنى هذا أنه إذا فعل هذا الفعل الحسن ، وتابع فيه السنة ، رضي الله عنه ، وإذا رضي عنه غفر له ، وإذا عرفت أن الله لا حاكم عليه هان عندك غفران الذنوب.
قال الإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري في الرسالة : وقف الفضيل بن عياض بجماعته على عرفات ، فرأى كثرة الخلق ، فقال لأصحابه : ما تقولون لو أن هذا الجمع وقفوا على باب غني من أهل الدنيا ، يطلبون منه فلسا / 25 أكان يمنعهم ، قالوا : لا ، قال : إن دخول هؤلاء في رحمة الله أهون من إعطاء ذلك الفلس على الغني .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. وفيه : قال صلى الله عليه وسلم : أنتم الغر المحجلون من آثار الوضوء يوم القيامة .
فكل هذه الأحاديث تدل على مغفرة الذنوب كلها ، وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله : قرأت في بعض الكتب ، يقول الله تعالى : بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي ، ويكابد المكابدون في طلب مرضاتي ، فكيف إذا صاروا إلى جواري في جنات خلدي ، فيبشروا هناك بغفران ما تقدم وما تأخر .
صفحة ٢٩