كان يوم وفاته يوما مشهودا، اجتمع في تشييع جنازته من الناس ما لا يحصيهم إلا الله، حتى قال بعض الأذكياء إنه حزر من مشى في جنازته نحو الخمسين ألف إنسان. وحتى كادت تتوقف حركة الحياة بمصر، يتقدمهم سلطان مصر والخليفة العباسي والوزراء والأمراء والقضاة والعلماء، من داره بالقاهرة من باب القنطرة إلى الرملة؛ وصلت عليه البلاد الإسلامية صلاة الغائب، في مكة وبيت المقدس، والخليل.. وغيرها، ورثاه الشعراء بقصائدهم، والكتاب برسائلهم.
وكانت وفاته في ليلة السبت ثامن عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ؛ وصلي عليه بمصلاة المؤمني وحضر السلطان الصلاة عليه، ودفن بالقرافة. وكان لموته يوم عظيم على المسلمين، ومات ولم يخلف بعد مثله شرقا ولا غربا في علم الحديث.
صفحة ١٠