ولم تكن تبلغه الظنون
الليث والعقاب والدلفين
التماثيل في المغرب
فإذا تركنا المشرق وتماثيله، وأخذت بيدك لتشرف معي على الأندلس، موطن الحضارة العربية ومعهد التفنن والاختراع؛ لرأينا عجبا، واستجلينا بدعا، بل استنتجنا من خبر القوم في قصورهم وجنانهم أنهم كانوا أشد مغالاة بها، وأحرص على الاستكثار منها من أهل المشرق، وحسبنا ما أقامه الناصر من تماثيل الرخام وغيره بالزهراء، وما أقيم من التماثيل في حمراء غرناطة الباقية إلى اليوم تعارك الدهر.
قال المقري في «نفح الطيب»، في كلامه على قصور «الزهراء»:
إن أحمد البوناني جلب لعبد الرحمن الناصر من الشام، وقيل: من القسطنطينية، حوضا صغيرا أخضر، منقوشا بتماثيل الإنسان، لا تقدر له قيمة لفرط غرابته وجماله، فنصبه الناصر في بيت المنام في المجلس الشرقي بالزهراء المعروف بالمؤنس، وجعل عليه اثني عشر تمثالا من الذهب الأحمر، مرصعة بالدر النفيس الغالي مما عمل بدار الصناعة بقرطبة، وهي صورة أسد إلى جانبه غزال إلى جانبه تمساح، وفيما يقابله ثعبان وعقاب وفيل، وفي المجنبتين حمامة وشاهين وطاووس ودجاجة وديك وحدأة ونسر،
16
وكل ذلك من ذهب مرصع بالجوهر النفيس، ويخرج الماء من أفواهها.
من أعظم آثار الملوك
وقال في موضع آخر:
صفحة غير معروفة