فلا ينكره. وليس ما ذكر من اللعب بالبعيد من الاجتهاد ، وأما سوق الداذي فالأغلب من حاله أنه لا يستعمل إلا في النبيذ، وقد يجوز أن يستعمل نادرا في الدواء وهو بعيد؛ فبيعه عند من يرى تحريمه جائز لجواز استعماله في غيره، ومكروه اعتبارا بالأغلب من حاله. وليس منع أبي سعيد منه لتحريم بيعه عنده، وإنما منع من المظاهرة بإفراد سوقه والمجاهرة ببيعه.»
إلى آخر ما ذكره.
لعبة الدوباركة
وذكر التنوخي في «نشوار المحاضرة» أن أهل بغداد كانت لهم لعبة على قدر الصبيان يسمونها «الدوباركة» وهي كلمة أعجمية، وكانوا يحلون هذه اللعبة في سطوحهم ليالي النيروز المعتضدي، ويلعبون بها ويخرجونها في زي حسن من فاخر الثياب، وحلي يحلونها بها كما يفعل بالعرائس، وتخفق بين يديها الطبول والزمور، وتشعل النيران، فقالت عائدة بنت محمد الجهنية - وكانت كاتبة فاضلة - تهجو أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي لما ولي الوزارة، وتعيبه بقصر قامته:
شاورني الكرخي لما بدا الن
يروز والسن له ضاحكة
فقال ما نهدي لسلطاننا
من خير ما الكف له مالكة؟
قلت له كل الهدايا سوى
مشورتي ضائعة هالكة
صفحة غير معروفة