ويعتمدون هذا النهج المبين، وأنهم اهتموا غاية الإهتمام بإيقاظ العامة وتنبيه العوام وكافة الأنام لئلا تصاب عقائد الأمة بالفتور والقصور بمرور الأعصار والدهور، فتبتلى باستيلاء الخوارج والأشرار، ولئلا ينحرفوا عن الطريقة الحقة.
ونرى في هذا الزمان شرذمة من الشباب الساذج يبثون الشبهات الواهية - التي يلقيها إليهم من لا دراية له ولا عقل - في أوساط «العوام كالأنعام»، ويتصدون لإنكار القبائح والفضائح والأعمال الشنيعة التي صدرت من أولياء الشيطان، ويردون كتاب الله وسنة نبيه بالإستحسانات العقلية، ويؤولون - تؤويلات ركيكة - الظلامات التي لحقت أهل بيت العصمة والطهارة من بعض الأشخاص المعروفين، وليس هذا الإشتباه والارتباك كما أحتمل إلا نتيجة لأنسهم بكبار رؤساء أهل السنة وكتبهم التاريخية والإعراض عن كتب الشيعة.
وأملي في ألطاف الله ورحمته أن تندفع شبهات هذه الشرذمة القليلة من ناقصي العقول والإيمان وترتفع إشكالاتهم وتستقر تزلزلاتهم بسلام ووئام وصفاء وإنصاف من خلال المواظبة على مطالعة هذا الكتاب وإمعان النظر في أخباره وأحاديثه.
موجز عن حياة المؤلف إعلم أن هذا الفقير المحروم قد عاش الفقر والحرمان والفاقة وقلة ذات اليد منذ إبان بلوغي وأوان تكليفي، وقضيت في ذلك عمرا سيما في عنفوان الشباب، حيث قضيتها في البلاد النائية والأعتاب العالية فلا عرفت أيامي هناك خبزا، ولا غطى جسمي ملابس جيدة سنوات عديدة; فشوقي الفطري وميلي القلبي
صفحة ٥٨