بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين قبل أن يهبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض، احتدم الصراع - بنحو ما - بين آدم المناقب والفضائل، وإبليس المثالب والرذائل، وكانت نتيجة الصراع أن هبط آدم وعدوه إلى الأرض <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/20/123" target="_blank" title="طه: 123">﴿قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو﴾</a> (1)، وحكم على إبليس بالطرد والخلود في جهنم، وإن كان من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، وحكم على آدم (عليه السلام) وذريته أن يجاهدوا في الله ليهدينهم سبله، ثم ليعودوا إلى جنات الخلود.
فهبط آدم وانطلق التاريخ يلاحق خطوات «هابيل» و «قابيل» ليسجل لنا أحداث معركة ملأت الحياة.. معركة الحق والباطل.. معركة الفضيلة والرذيلة..
معركة المناقب والمثالب.. معركة المثل والقيم وأضدادها.. معركة كان لها في كل يوم من يمثلها ويرفع رايتها في خطي الهدى والضلال، فكان رافعوا راية الهدى الأنبياء
صفحة ٣
والأوصياء وأتباعهم، وكان رافعوا راية الضلال الطواغيت والظلمة وعبيد الشيطان وزبانيتهم..
بيد أن المأساة التي شهدها التاريخ تعمقت حتى بلغت الأعماق منذ أن ارتفعت راية النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث كان الحق - قبلها - صريحا، كما كان الضلال صريحا، وليس لحركة النفاق دور مؤثر غاية الأثر كما كان له دور في تاريخ الإسلام، فخلطوا - والنبي بين ظهرانيهم - بين الحق والباطل، واستفادوا من تجارب أسلافهم فخافوا أن تكتسحهم جيوش الهدى، وتأكل رؤوسهم سيوف رجال التوحيد، فلم يولوا أدبارهم صوب معسكر الإسلام; لئلا يبادوا، وإنما هربوا باتجاه الدين، ودخلوا صفوف الموحدين، ورفعوا رايات بيض ركزوها في أرض هيأوها لتغرق بدماء أبناء الأنبياء والمرسلين، وجنود الحق من ذرية «هابيل»; فوضعوا ودلسوا وأخذوا ينضرون الدين من الداخل، ويغيروا معانيه، ويفرغوا مصطلحاته من محتوياتها، ويصوغوا لها محتويات جديدة مع الإحتفاظ بصورة المصطلح ظاهريا.
فالبغي مصطلح مقرر في القرآن، والبغاة هم من خرجوا على الإمام العادل; إلا أنهم استفرغوه ثم جعلوه مصطلحا يطبقوه على «الحسين بن علي (عليهما السلام)» وجعلوا «الغنائم» رحل رسول الله!!، والسلب «ما أخذ من عقائله وبناته»، والامتناع عن مساعدة الظالم الغاصب وعدم الإعتراف به والتحرز عن دفع الزكاة إليه «ردة»!!
تجب محاربتها واستئصال من اعتقدها!!..
وهكذا دلسوا ودسوا الباطل في الحق، والرذيلة في الفضيلة، والمثالب في المناقب.. فصار التمييز على غير ذي البصيرة صعبا، وصارت الفتنة عمياء ظلماء،
صفحة ٤
لا ينجو فيها إلا من طاب مولده، وأخذ الله بيده..
فالمعركة ليست جديدة، وإن كانت بعد النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر تعقيدا وأعمق جذورا.
ولعل من أهم أسباب هذه المعركة، بل لربما كان هو السبب الرئيسي أن الإنسان يغفل أو يطبع على قلبه فيعمى عن إدراك مسيرته، فيظنها تبتدأ بالولادة وتنتهي حينما يرتطم رأسه بأحجار اللحد، وهو لا يدري أنه مخلوق «كرمه الله» فنفخ فيه من روحه، وعاش ما شاء الله في عالم الأنوار قبل أن يقحم في هذه الدار، حيث كان في عامل «ألست» ثم جاء إلى حيث ادخر فيه الله نوره، وهو راجع إلى ربه عبر هذه الدنيا، وليست هي إلا «مكدحا» يوصله إلى ذلك الكمال المطلق (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)..
غير أنه إذا غفل عن هذا خلد إلى التراب، وغرق في طينه النتن المسنون، وحصر عقله بين جدران هذه النشأة العنصرية الضيقة، فلا يرقى إلى ما قبلها، ولا ينال فهم ما بعدها، ومن ثم يقيس كل شئ إلى عقله المحصور المحدود «والدين لا يقاس بالعقول» و «لو قيست السنة محقت»، وكيف يمكن أن يحيط هذا العقل الذي أنهكته قيود الزمان والمكان والمادة والتراب والشهوات والنزوات و... بالدين والشريعة التي جعلها من «أحاط بكل شئ» لكل شئ؟!
ولنا أن نتساءل: لماذا نقيس الدين ومقدساته وشرائعه بالعقل المحدود - فنحددها بالضرورة - ولا ننطلق بالعقل ليجتاز حدود الزمان والمكان، ويرتفع إلى آفاق الدين، ونحثه على التدبر وفق المنهج المشروع ليمشي قدما في طريق الكمال فيدرك تلك الحقائق التي يعجز عن إدراكها وهو في حضيض «الطين».
صفحة ٥
وقد ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة معاناة الأنبياء والصالحين مع اممهم لأنهم «لا يفقهون».. «لا يعقلون» أو أنهم لا يريدون ذلك.
وكم وكم حذرنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) من تحكيم العقل المحدود في قضايا الدين، وكم عانى الأنبياء والأوصياء من الناس.. من ذوي العقول الغاطسة في الطين، لأنهم كلما أرادوا أن ينطلقوا بعقولهم ليخلصوها من الأوحال والقيود لتتجاوز التراب وتصل إلى رب الأرباب رفض الناس إلا الخلود إلى الثقل والاستسلام إلى اللذات.
ولا زالت هذه المعاناة تتعب الإنسان في جميع شؤونه، وتحرمه من استشراف عالم الأنوار، واستطلاع الآفاق، ولو أنه صعد بعقله - بدلا من تحجيم المطلق - لما استكثر ولا استكبر ولا استنكر الكثير مما روي في فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومناقبهم، بل لوجدها قليلة ضئيلة في حقهم، ولأدرك جيدا كيف كان أهل البيت (عليهم السلام) يخفون الكثير من «حقيقتهم» عن عقول العباد المحجوبة المقيدة.
وأما ما نسمعه أحيانا من تشكيك قد يلقى قبولا متهافتا، أو حتى ترويجا خاويا من هنا أو هناك لربما عاد إلى هذه المأساة التي يعاني منها الإنسان منذ انطلاقة تاريخه حيث إنه يريد أن ينزل بكل شئ إلى مستواه، ويأبى أن يصعد بعقله إلى أعلى عليين، ويريد لكل شئ أن يدخل دائرة «التحجيم» التي صنعها لنفسه، ولربما احتج لذلك بضعف السند، وعدم سلامة الطريق، وارتباك النص، وما شابه ذلك، وهو يتخبط ويخلط بين ما قد يكون محققا عنده - كما يزعم - للوصول إلى نتائج في حقل خاص من حقول العلم فيسريه إلى حقل آخر.
وهكذا هو الإنسان كان وسيبقى «ظلوما جهولا».
صفحة ٦
فالأحرى بنا - إذن - أن نسلم بما لا تحيط به عقولنا، لأنها أكبر من عقولنا، ولا نردها لهذا السبب محضا، وندعو الله أن يفتح علينا بما يجعلنا أوسع من قيودنا لندرك الحقائق مهما كانت عالية <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/50/22" target="_blank" title="ق: 22">﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾</a> (1)، فتستقبلها القلوب مفعمة بالإيمان، وتدركها العقول المتسعة باتساع النور، وقد قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو علم الناس متى سمي عليا «أمير المؤمنين» ما أنكروا فضله.. سمي وآدم بين الروح والجسد» (2).
وليس ثمة من يشك في أن للسيدة فاطمة نشأة خاصة ميزتها - كسائر أهل البيت (عليهم السلام) - عمن سواها، قبل دخولها هذه الدنيا وفيها وبعدها، ولا نريد الدخول في التفاصيل لأن الكتاب تولى ذلك.
فإذا كانت لها نشأة خاصة جعلتها «حوراء إنسية» في آن واحد، فلماذا لا تكون لها مناقب خاصة، وفضائل خاصة، وكرامة خاصة، وعبادة خاصة، وأب خاص، وزوج خاص، وذرية خاصة، وحقوق خاصة، ومواقف خاصة؟
ولماذا نستكبر أو نستكثر أو نستنكر - والعياذ بالله - منقبة لمجرد أن عقولنا - المحدودة - لا تتسع لها؟!! ثم نرمي من اعتقد بها بل حتى من رواها بالغلو!!
غلو.. مغالي.. لقد لعن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المغالين وتبرؤوا منهم.. لا شك في ذلك، وأي مؤمن موالي لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولفاطمة سيدة نساء العالمين وذريتها المعصومين (عليهم السلام) ثم لا يتبرء ممن تبرؤوا منه، ولا يلعن من لعنوا؟ وهل ديننا إلا البراءة والموالاة؟
صفحة ٧
بيد أن الغلو مصطلح له معناه وأبعاده وخلفياته عبر التاريخ، ولا بد من ضبطه بدقة أولا ليعرف الداخل فيه والخارج عنه، لئلا يرمى البريء.
* * * لقد دأب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طيلة فترة حياته الشريفة - قبل البعثة وبعدها - على إبراز فضائل علي وفاطمة وذريتهما، وكان يجيب إذا سئل عن ذلك، ويبتدأ إذا لم يسئل، حتى جعل ذكرهم عبادة، وأكد على أنها لا ولن تنتهي على كر العصور والدهور، وخص كل واحد منهم بالذكر، وهو ينادي المرة تلو الأخرى أن ما يقوله إنما هو عن الله، والله يقول: (لا ينطق عن الهوى).
وبالرغم من ذلك فقد تنكرت الأمة له ولذريته، فاضطهدوهم، وقهروهم، وقتلوهم، ولاحقوهم، «فخالفوا أمره، وأنكروا وحيه، وجحدوا إنعامه، وعصوا رسول الله، وقلبوا دينه، وحرفوا كتابه، وعطلوا أحكامه، وأبطلوا فرائضه، وألحدوا في آياته، وعادوا أولياءه، ووالوا أعداءه، وخربوا بلاده، وأفسدوا عباده، وأخربوا بيت النبوة، وردموا بابه، ونقضوا سقفه، وألحقوا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلوا أهله، وأبادوا أنصاره، وقتلوا أطفاله، وأخلوا منبره من وصيه ووارث علمه، وجحدوا إمامته».
وكم «من منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومؤمن أرجوه، ومنافق ولوه، وولي آذوه، وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيروه، وأثر أنكروه، وشر آثروه، ودم أراقوه، وخبر بدلوه، وحكم قلبوه، وكفر أبدعوه، وكذب دلسوه، وإرث غصبوه، وفيء اقتطعوه، وسحت أكلوه، وخمس استحلوه، وباطل أسسوه، وجور بسطوه، وظلم نشروه، ووعد
صفحة ٨
أخلفوه، وعهد نقضوه، وحلال حرموه، وحرام حللوه، ونفاق أسروه، وغدر أضمروه، وبطن فتقوه، وضلع كسروه، وجنين أسقطوه، وصك مزقوه، وشمل بددوه، وعزيز أذلوه، وذليل أعزوه، وحق منعوه، وإمام خالفوه...».
وكم من «آية حرفوها، وفريضة تركوها، وسنة غيروها، وأحكام عطلوها، ورسوم منعوها، وأرحام قطعوها، وشهادات كتموها، ووصية ضيعوها، وأيمان نكثوهاه، ودعوى أبطلوها، وبينة أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وأمانات خانوها» (1)..
فعلوا ما فعلوا، ومزقوا الأمة شر تمزيق، وبالرغم من اختلاف الأمة كل الإختلاف، بقيت متفقة مجمعة على «العروة الوثقى» لا تختلف - بتاتا - في «فاطمة»، فليس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كوثرا سواها، ولا حبيبة إلاها، وقد أسمعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا طيلة حياته «أنها بضعة منه; يؤذيه ما يؤذيها، ويريبه ما يريبها» و «أنها روحه التي بين جنبيه»، وأراهم من حبه لها وعطفه عليها ما لا تمحوه الأيام من العيون والقلوب، حيث كان «لا ينام حتى يقبل عرض وجهها» و «يقبل - أمامهم - يدها»، ولا يقوم لأحدهم ويقوم لها، ويجلسها مجلسه، ولا يسافر إلا أن تكون «فاطمة» آخر من يودعها، ولا يرجع من سفر إلا أن تكون فاطمة أول من يلقاها، ويدأب على المرور ببابها والنداء عليها «الصلاة.. الصلاة.. السلام عليكم أهل البيت.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»، فيخصها بنداء الصلاة دون الأمة.. ولا تجد في الأمة - إطلاقا - من يشكك في أنها المصداق الصريح البين الواضح لآية التطهير.
صفحة ٩
وإذا كان للأمة ضغائن وأحقاد وترات مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث وتر في الله «صناديد العرب، وقتل أبطالهم، وناوش ذؤبانهم ، فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته، وأكبت على منابذته، حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين»، فقاتلوه وحاربوه وعبأوا كل طاقاتهم، وأعدوا واستعدوا على كل الأصعدة الثقافية والمادية والعسكرية و.. من أجل الوقوف بوجه الحق وتضليل الناس عنه، وحاولوا من خلال تفعيل حركة الوضع والإغراء والإرهاب إقناع الناس أنهم على الحق، وأنهم على السنة والجماعة; وأن عليا وذريته شقوا - والعياذ بالله - عصا الأمة، وكان عملهم بمستوى من الضخامة حتى نسي الناس صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهم جديدوا عهد بأيامه، فلما صلى بهم علي - بعد البيعة - خرجوا من المسجد وهم يصفقون بأيديهم ويقولون: لقد والله ذكرنا بصلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم نادوا على الحسين (عليه السلام) أنه خارجي!! خرج على إمام زمانه يزيد!!!
وبرروا لعائشة خروجها على إمام زمانها!! وقالوا: أنها تابت!! ثم أدخلوا زينب (عليها السلام) إلى الكوفة سبية أسيرة ترمى بالخروج، وهي بنت سيد المرسلين وأمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين. ولم يتأثموا بذلك، فيما نراهم يعترفون صراحة بأنهم خالفوا الله ورسوله وآذوهما; لأنهم آذوا فاطمة، فجاءوا إليها يعتذرون اعتذارا رسميا أمام الملأ، وإن كانت هذه الخطوة محاولة باردة لكسب رأي الجمهور والالتفاف على التاريخ في موقف مموه لربما خدع بعض السذج، المهم أنهم أقروا - ولو ظاهرا - بأنهم تأثموا مما فعلوا، وخافوا وبال صنيعهم بفاطم، وهزهم هتك حرمة بيتها الذي حرمه الله، فلم يدخله النبي إلا بعد الاستئذان; لأنه من البيوت
صفحة ١٠
التي (أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) وقال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/24/27" target="_blank" title="النور: 27">﴿وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا﴾</a> (١)، بيد أن خطاب الآية للمؤمنين، ومتى آمنوا حتى يسمعوا كلام الله ويفقهوا خطابه؟!!
ولهذا كانت فاطمة «العروة الوثقى» التي لا يختلف فيها اثنان من المسلمين - بل وغير المسلمين - وقد اتفقوا عليها كما اتفقوا على القرآن الكريم، بل أكثر; لأن القرآن «حمال ذو وجوه» وفاطمة حق صريح، وآية محكمة، تفسر كل متشابه، وتكشف زيغ الذين في قلوبهم مرض، وهي سر الله في السماوات و الأرض.
ومن هذا المنطلق راحت سيدة نساء العالمين تجالد الغاصبين والظالمين دفاعا عن شريعة سيد المرسلين، وحق أمير المؤمنين، فوظفت حياتها لهذا الدفاع المقدس، فلو أن أحدا ختم الله على قلبه وأعمى الشيطان بصيرته، فشكك - ظلما وعدوانا - في أمير المؤمنين (عليه السلام) تشفيا وثأرا لضغائنه، ثم استطاع أن يضلل غيره موظفا ترات الناس عنده، فليس له شئ من ذلك مع فاطمة (عليها السلام) لأنها لا تنازع في الرأي العام، وكيف تنازع وليس في الناس من يتردد في كونها أبرز وأوضح مصداق لقوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/42/34" target="_blank" title="الشورى: 34">﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾</a> (2)؟
* * * ولو تصفحنا كتب التاريخ والمناقب وجدناها تسجل المناقب للكثير من النساء، قبل الإسلام وبعده، إلا أنها - جميعا - لا يمكن أن ترقى إلى مناقب السيدة
صفحة ١١
الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولا يمكن أن تقاس بها بتاتا.
فالمناقب إما أن تكون ذاتية موهوبة تكريما من الله عز وجل، وإما أن تكون مكتسبة تنتج عن السلوك الحسن الذي يستدعي المدح والثناء ممن يكون مدحه شرفا وثناؤه منقبة.
أما النوع الأول فلا يمكن أن يقاس بفاطمة أحد من نساء العالمين، كيف وهي سيدتهن؟ وهل يقاس السيد بالمسود، والمولى بالعبد؟!
خذ من شئت من النساء فهل تجدها إلا مسودة لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وسيتضح لك ذلك - إن شاء الله من خلال بحوث الكتاب -.
ثم إن الذات الفاطمية المقدسة امتازت عن سائر الذوات - نساء ورجالا - منذ النشأة الأولى، وقد خلقها الله «حوراء إنسية» وطهرها من الرجس، وجعلها امتداد النبوة ووعاء الإمامة وصنوا للولاية حتى لم يجعل لها كفوءا «آدم فمن دونه» من الأنبياء والمرسلين إلا أمير المؤمنين (عليه السلام).
فلا يمكن والحال هذه أن نبحث في الفرق بين مناقبها ومناقب غيرها من النساء على هذا الصعيد.
وأما النوع الآخر: فإن فاطمة (عليها السلام) الميزان الذي تقاس به المناقب; فمن كانت من النساء أكثر طاعة وخدمة وتسليما لفاطمة كانت ذات منقبة; لأن الله ورسوله جعلوا رضاهم في رضاها، وسخطهم في سخطها.
فإذا كانت ثمة امرأة تتطاول إلى نيل وسام من أوسمتهم فلا بد لها أن تتقرب إلى فاطمة وتطيعها وتقتدي بها وتخدمها، وحينئذ تمدح ويثنى عليها وتصبح ذات منقبة; لأنها دخلت في الدائرة الفاطمية المقدسة.
صفحة ١٢
على أن السيدة الصديقة كانت الذروة في كل شئ.. في العصمة، والعبادة، والطاعة لله ولرسوله ولولية، وكانت البنت النموذجية، والزوجة النموذجية، والأم النموذجية، والعابدة النموذجية، والمضحية النموذجية، وكانت - ولا زالت - معدن الرحمة والرأفة والعطاء وجميع ما يتصوره الإنسان في الإنسان الكامل.
ومع كل ذلك تبقى مناقب السيدة الصديقة الشهيدة مميزة عن غيرها حتى في نوع الأوسمة التي نالتها - باستحقاق - ولنذكر لذلك مثلا واحدا:
فقد روى الترمذي وغيره في عائشة - لو صحت الرواية - أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام!!! تأمل في التشبيه - على فرض أنه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ثريد.. طعام.. شهوة. وقال في فاطمة:
أنها سيدة نساء العالمين، وقال: أنها روحي التي بين جنبي، وقال: الحوراء الإنسية، وقال وقال ما شاء الله له أن يقول..
* * * هذا; وقد اتفق المسلمون جميعا على رواية مناقب أهل البيت (عليهم السلام) عامة ومناقب فاطمة الزهراء (عليها السلام) خاصة، ولا أدري لماذا يلتزم الكثير برواية ما رواه العامة - فحسب -، ولعله من باب «من فمك أدينك» أو «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم»، فإن الحديث عن المناقب قد يكون لامتناع الخصم فلربما صح هذا المنهج وارتضي هذا المنطق، على أن العامة والخاصة متفقون - في الجملة - على وثاقة رواة الشيعة، وليس عند خصومهم أي دليل على إسقاط رواتهم سوى أنهم «يتشيعون»; وإلا فليس ثمة من يشكك في وثاقتهم - على العموم - بينما لا يرتضي الشيعة وثاقة أحد من رواة الفريق الآخر إلا نادرا، فلنا أن نحتج عليهم بروايتنا أيضا.
صفحة ١٣
ولا يخفى أن الكثير من المناقب سجلها رواة الشيعة نظرا لملازمتهم لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وانفتاح الأئمة عليهم وابتعادهم - أكثر - عن أجواء التقية فيما حجب رواة السنة عنها، فلماذا نحرم أنفسنا مما حرموا منه ونبقى وراء الحجب التي حالت دون اتصالهم بالنور واستقبالهم للفيض؟!
ولكن الأمر لا ينتهي بامتناع الخصم! لأننا أمام مسؤولية عظيمة ومهمة جسيمة; ألا وهي تركيز عقائدنا وعقائد أبنائنا وتشييدها وتدعيمها حتى نكون من ذوي البصيرة في دينهم. ونحن لسنا مضطرين - في هذا المقام - بأن نلتزم برواية السنة - بل على العكس - علينا أن نعلم أنفسنا وأبناءنا على الانتهال من المعين الصافي القريب من خلال الإلتزام بما ألزمنا به الله وأمرنا أن نأخذ منهم، ورد كل دين سوى دينهم، ولم يرض من أحد عبادة أو تقربا إلا أن يكون قد سلك سبيلهم، وتمسك بهداهم; «فمن أراد الله بدأ بهم، ومن وحده قبل عنهم، ومن قصده توجه بهم» ومن ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
فلماذا نأخذ من غيرهم ونغذي أبناءنا من حديث خصومهم ما دام حديثهم الغذاء السالم الذي ارتضاه الله ورسوله ووليه لنا؟ فلنتوجه إلى ما ورد عنهم أولا وقبل كل شئ لنبني عقائدنا وسلوكنا وحياتنا وعلاقاتنا وحبنا وبغضنا ودنيانا وآخرتنا وفق هذا المنهج القويم.
* * *
صفحة ١٤
المؤلف لقد ترجم المؤلف لنفسه في مقدمة الكتاب، ثم ترجم له أخوه بعد وفاته في رسالة ألحقها بالكتاب، ونحن نكتفي بما قاله المؤلف عن نفسه، وننقل شيئا مما ورد في رسالة أخيه رحمهما الله وحشرهما مع فاطمة الزهراء (عليها السلام).
قال الشيخ محمد سلطان المتكلمين:
الحمد لله الذي خلق الخلق من غير روية، والصلاة والسلام على سر الهوية، وستر الربوبية، وغاية الوجودية، ونقطة العبودية، واسطة التنزل من السماء الأزلية إلى الأرض الأبدية، محمد أكمل البرية، وعلى آله أفضل الرعية، خصوصا على الجوهرة القدسية في تعين الإنسية، وحقيقة النفس الكلية في تشخيص البشرية، بضعة العالم العقلية، بضعة الخاتم النبوية، التي خصها الله بالخصائص الجلية، وفطمها عن النقائص السلفية، الراضية الزاكية فاطمة المرضية ، واللعنة على أعدائها ما بقيت الدقيقة والثانية.
وبعد: فقد طلب مني بعض العلماء الأعلام والفقهاء الفخام أن أكتب وجيزة في حياة المؤلف بناء على الإخوة التي بيننا، ومن باب «أهل البيت أدرى بما في البيت، وأهل مكة أعرف بشعابها» لتكون باعثا على تكريم المرحوم والترحم عليه والدعاء له وذكره بالخيرات. فاستجبت لذلك حبا وطاعة، ليس إلا، «وما أنا إلا قطرة من سحابة، ولو أنني ألفت ألف كتاب».
أيا ذا المعالي والعز والشرف الجم * بأي لسان صرت أثنيك لا أدري
صفحة ١٥
ثم قال:
أما مؤلف هذه الأرقام، ومصنف ذلك الكلام; فهو الواعظ للأنام، والمتعظ من الأحكام، مروج الإسلام، والمؤيد بتأييد الإمام، ذخر الشريعة، وفخر الشيعة، قبلة الخليقة، وقدوتهم في الحقيقة، المفسر الكريم، والمحدث العليم، البحر الزاخر، والحبر الماهر، نقطة دائرة المفاخر، مولانا الحاج ملا محمد باقر الواعظ الطهراني مولدا، والمازندراني أصلا، ابن العالم النبيل والمجتهد الجليل المرحوم المبرور ملا محمد إسماعيل - طاب ثراهما وجعل الجنة مثواهما -.
وأما عمره الشريف; فولد في سنة 1255 من الهجرة النبوية، وتوفي بمرض الإستسقاء عند طلوع الفجر يوم الجمعة إحدى وعشرين من شهر ربيع المولد 1313 في المشهد الرضوية - على ساكنها ألف سلام وتحية - ودفن حسب الوصية في البقعة البهائية على صاحبها ترحيمات بهية، فكانت مدة حياته ثمان وخمسين سنة.
قد كان صاحب هذا الفضل جوهرة * مصونة صاغها الرحمان من شرف أتى فلم تعرف الأيام قيمته * فرده قيمة منه إلى الصدف يبكى عليه فما استقر قراره * في اللحد حتى صافحته الحورا والعجب كل العجب أنه قرر السفر إلى خراسان في السابع عشر من محرم الحرام بالرغم من أنها أيام عزاء ومصيبة، وبالرغم من إصرار الكثير من رجال الدولة والدين والتماسهم البقاء معهم، ولكثر ما حاولوا أن يثنوه عن عزمه هذا إلا أنه كان يسمع بآذان روحه نداء ربه (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك
صفحة ١٦
راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، ويشده إلى الرحيل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«حب الوطن من الإيمان»، فكيف ينثني عن أرض خراسان وهي روضة من رياض الجنان؟ سيما وقد جاءت الاستخارة من الرحمن - كما قال (رحمه الله) -: قوله تعالى:
(جنات تجري من تحتها الأنهار)، فلا بد أن يكون مدفني بين الجبلين، وهي بقعة من بقاع الجنان ف (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى).
رحمه الله.. لقد عاش سعيدا، ومات سعيدا، وكان دائبا في التعلم والتعليم والوعظ والإتعاظ، دائبا لا يفتر في التخلق بأخلاق الأئمة الطاهرين، وإيقاظ المخلوقين، والحث على التمسك بالحبل المتين، والسير على نهج أمير المؤمنين، واتباع أوامر ونواهي سيد المرسلين، فكان من حيث الظاهر والباطن كالبدر الشريف، والهيكل المنيف، وكانت عاقبة أمره أنه جعل نفسه مصداقا لقوله تعالى:
(ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) فاستنزل الرحمة والأجر والغفران من الغفور الرحمن.
أقم ماتما للمجد قد ذهب المجد * وحل بقلبي السوء والحزن والوجد وبانت عن الدنيا المحاسن كلها * وحال بها لون الضحى فهو مسود وسائله ما الخطب راعك وقعة * وكادت له شم الشوامخ تنهد وما للبحار الزاخرات تلاطمت * وأمواجها أيد وساحلها خد فقلت نع الناعي إلينا بباقر * فذاب أسى من نعيه الجمر الصلد
صفحة ١٧
... وأما كيفية تحصيله العلوم لقد أخذ المقدمات من والدنا المرحوم، لأنه كان مدرسا في المدرسة المعروفة بالصدر الطهراني، وكان أديبا أريبا ورعا زاهدا جامعا لجم من العلوم، حاويا للمنقول والمعقول، مجازا عن أستاذه أستاذ الكل في الكل، العالم الكريم، والمجد العظيم، والمجتهد الفخيم، السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط.
ثم بعد تكميل مقدماته في عنفوان شبابه ارتحل بإجازة الوالد الماجد من بلدة الناصرة إلى المشاهد المشرفة والأماكن المتبركة مستمدا من قرب قبور الأئمة، ومستنصرا من مجاورتهم وزيارتهم (عليهم السلام)، حتى كملت مؤخراته من السطوح والشروح، فرجع من البقاع المنيعة إلى طهران لزيارة الوالد العظيم الشأن، فبواسطة المنامات الصادقة وتواتر رؤياه الأئمة، قامت له به حجة دعته إلى الموعظة والنصيحة وتفسير الآيات الإلهية والتحديث بالأحاديث النبوية، وذكر المصائب العظيمة، وكان بليغا فصيحا طلقا ذلقا متكلما متألها محدثا شاعرا جامعا، مطاعا بين الأنام، منيعا أمينا في إبلاغ الأحكام وإعلان كلمة الإسلام، مقبول الكلام ومحبوبا عند الخواص والعوام، وحيدا في الزمان والأيام، فجزاه الله عن مساعيه الجميلة في الشرع الجزاء التام، وكانت مدة صعوده على المنابر إلى نزوله في المقابر تقرب نحوا من أربعين سنة.
لهفي لرهن ضريح كان كالعلم * للنصح والوعظ والمعروف والكرم قد كان للدين شمعا يستضاء به * الباقر......................
صفحة ١٨
وأما آثاره الباقية الثلاثة كما ورد في الرواية: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له»، فله في كل واحدة منها الحظ الأولى والفوز بالقدح المعلى.
أما صدقته الجارية فمستمرة ومخصوصة للصديقة الطاهرة عليها صلوات متكاثرة.
أما أولاده الموهوبة الموعودة فمخدرتان متزوجتان من الذرية الباهرة الفاطمية:
الأول: العالم الكامل والنحرير الفاضل السند النبيل جناب الحاج سيد عبد الجليل ابن المرحوم المغفور العالم التقي السيد علي نقى (رحمه الله) من أجلة السادات الأخوي.
والثاني: جناب سلالة الأنجاب ونقاوة الأطياب السيد المؤتمن آقا ميرزا حسن ابن المرحوم المبرور الحاج مير محمد علي المعروف بالشيرازي (رحمه الله).
واما علمه المنتفع به من رسائله المرسلة وكتبه المعتبرة فكثيرة.
أما الرسائل:
فمنها: رسالة في زيارة السادات الفخام والعلماء العظام.
منها: رسالة في ايقاظ القوم من آداب الصوم.
منها: رسالة ارائة الطريق فيمن يؤم البيت العتيق.
منها: رسالة منير القلب ومبير الكرب.
صفحة ١٩
منها: رسالة نوروزية.
منها: رسالة الأسرار في كيفية الأسفار.
منها: رسالة سبل الفجاج في المنازل ومواقف الحاج.
منها: رسالة المنظومة السامية في الحجة الحامية.
منها: عريضة التوسل وذريعة الترسل.
وأما الكتب:
فمنها: كتاب جنة النعيم في أحوال عبد العظيم.
منها: كتاب سراج الوهاج في العروج والمعراج.
منها: كتاب برهان العباد في إثبات المعاد.
منها: كتاب برهان التجارة في تبيان الزيارة.
منها: كتاب المنتجب في شرح دعاء الرجب.
منها: كتاب هداية المرتاب في تحريف الكتاب.
منها: كتاب الثمرات الجنية من الحديقة الحسينية.
منها: كتاب شرح توحيد المفضل بالطريق المفصل.
منها: كتاب الإصرار في الاستغفار.
منها: كتاب خطوات الشيطان في خطرات الإنسان.
منها: كتاب الشمائل العلوية والخصائل المرتضوية.
منها: كتاب نهج الحجج في مناسك الحج.
منها: كتاب الخصائص الفاطمية لتشييد قلوب الإمامية.
وكانت الخصائص الفاطمية بمثابة الفصل الأخير في مؤلفاته وقد جاء جامعا
صفحة ٢٠
كفاطمة (عليها السلام)، وقد جمع فيه حصيلة أربعين سنة من عمره في التفسير والأخبار وطلب العلم والحكمة، فكان كما قال الشاعر:
ألفاظه درر وأغنت بحليتها * أهل الفضائل عن حل وعن حلل كم فيه من حكم بالحق محكمة * تحي القلوب ومن حكم ومن مثل والحق يقال: أنه كان كنز العرفان، ومخزن الإيقان، ومجمعا لمناقب سيدة النسوان، ومنبعا لآداب نبي آخر الزمان.
ولربما قيل: أنه لم يؤلف مثله أحد من العلماء المتقدمين، ولم يأتي بمثله المتأخرين، وهذه منقبة إلهية لا تكتسب بجهد، ولا تنال بعهد.
وهب إني أقول الصبح ليلا * أيعمى الناظرون عن الضياء فلو نظر إليه الأجلة من أهل العلم والفن، والنبلاء من أهل المنبر والوعظ، والخبراء من ذوي الرأي بعين الرضا، وقديما قيل: «وعين الرضا عن كل عيب كليلة» لوجدوه كمثل جنات وعيون، لكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، وفاكهة كثيرة مما تأكلون، ومنها تشربون، وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.
فاسلكه تهدى إلى دار السلام غنا * وتحط فيها بما ترجو من العمل ولكن أسفا وألف أسف أن الأجل لم يمهله حتى يتم تأليف هذا الكتاب، فاكتفى بقوله «إنما الأعمال بالنيات»، وعمل ب «الإمتثال فوق الأدب»، فرحل إلى ربه وأحال الباقي إلى ذمة الآخرين.
قد صنف للعلم المكرم في الورى * مجموعة يروي القلوب غمامها
صفحة ٢١
الكتاب وعملنا فيه (1) قال المرحوم الآغا بزرگ في الذريعة: 7 / 174:
الخصائص الفاطمية: بالفارسية، للشيخ الواعظ المولى باقر ابن المولى إسماعيل بن المولى عبد العظيم بن محمد باقر الكجوري، المولود بطهران (1255) والمتوفي بمشهد خراسان (1313)، ودفن بها في مقبرة الشيخ البهائي.
صفحة ٢٢