كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة
تصانيف
فكتابة هذا الكتاب وأمثاله، كانت بأمر وجوبي منه ﷺ إلى بعض من كان يكتب له، ووجود نسخة هذا الكتاب وأمثاله في كتب الحديث المعتمدة التي بين أيدينا حتى اليوم، دليل الالتزام بكتابتها وتداولها، حتى وصلت إلينا بأسانيدها المتصلة إليه ﷺ.
ومن ذلك ما كتب به ﷺ إلى بني زهير، في قطعة من أديم، وبعث بها مع النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي الصحابي الشاعر، وقد أخرج ابن حبان من حديث يزيد بن عبد الله بن الشخير أنه هو وآخرين التقوا بـ "النمر" هذا في موضع يقال له " المربد " من أحياء البصرة قال: فقلنا له: ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك، فأخذناها فقرأنا ما فيها:" فإذا فيها من محمد رسول الله إلى بني زهير، أعطوا الخمس من الغنيمة وسهم النبي، والصَّفيِّ (١) وأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله"، قال ابن الشخير فقلنا: من كتب لك هذا؟ قال رسول الله ﷺ، قال: قلنا ما سمعت منه شيئا قال: نعم سمعت رسول الله ﷺ يقول: " صوم شهر الصبر" (الحديث) (٢) .
_________
(١) الصَّفِيُّ هو: ما اصطفاه ﷺ من عُرْض المغنم قبل القسمة من فرس أو غلام أو سيف أو ما أحب.
(٢) ينظر الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١٤/ حديث ٦٥٥٧) وحواشيه.
1 / 30