كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة
تصانيف
المبحث الرابع: الأمر الوجوبي من الرسول ﷺ بالكتابة ولا سيَّما للولاة والقبائل والمعاهدات، ورؤساء الدول
فلم يقتصر ﷺ على الإذن الخاص والعام لصحابته الكِرام بالكتابة بأنفسهم أو بواسطة بعضهم لبعض ما تلقوه عنه من السنن، وإنما صدرت منه أوامر متعددة ونُفذت فعلًا على جهة الوجوب، مع تضمن المكتوب أنواعًا من التشريعات والأحكام.
فمن ذلك ما تقدم من أمره ﷺ بالكتابة لأبي شاه، وتنفيذ الصحابة فعلًا لذلك، حيث كتب بعضهم لأبي شاه ما سمعه حين ذاك من الرسول ﷺ من أحكام الحج.
ومن ذلك ما أمر بكتابته لولاته على البلاد والقبائل من الصحابة، مثل عمرو بن حزم الأنصاري ﵁ وكان ممن شهد غزوة الخندق، وقد استعمله النبي ﷺ على نجران، وكتب له كتابا إلى أهل اليمن، فيه الفرائض من صلاة وزكاة وديات وغيرها، وقد أخرج ابن حبان في صحيحه نسخة هذا الكتاب في نحو ست صفحات، وذلك من طريق محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها: ثم ساقها، وقد أخرجها غير ابن حبان أيضا مختصرة ومطولة (١) .
_________
(١) ينظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (٤/ حديث ٤٩٧١) والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١٤/٥٠١) ذكر كِتْبة المصطفى ﷺ كتابه إلى أهل اليمن حديث (٦٥٥٩) وعزاه الحافظ في الإصابة إلى أبي داود والنسائي وابن حبان والدارمي/ الإصابة مع الاستيعاب (٢-ترجمة ٥٨١٠) .
وأخرج ابن خزيمة بعضه – كتاب الزكاة (٤/ حديث ٢٢٦) والحاكم بطوله في المستدرك (١/٣٩٤- ٣٩٧) وما في سنده عند هؤلاء ينجبر بطرقه الأخرى وشواهده الصحيحة/ ينظر المستدرك الموضع السابق، وحواشي الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان- الموضع السابق ذكره وجمهرة النسب لابن حزم (١٩٩) .
1 / 29