كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة
تصانيف
ثم كتب به إلى معاوية ﵁ في خلافته، وذكر له فيه ما أقره عليه عمر وعثمان ﵄ (١) وقد صار الكتاب يُروَى وينقل مجموعا ومتفرقا بالأسانيد عن زيد بواسطة الرواة عنه وبخاصة كبراء أولاده وآله مثل سعيد بن سليمان بن زيد، عن أبيه عن جده (٢) وعن خارجة بن زيد عن أبيه، ومن هذا الطريق اشتهرت رواية الكتاب عند المتقدمين ومن بعدهم من المشارقة والمغاربة (٣) .
ويفهم من مراجعة نصوص هذا الكتاب المتفرقة في المصنفات الحديثية كما سبقت الإحالة عليها أن كتاب زيد ﵁ في الفرائض، كان أكبر حجما من كتاب جابر ﵁ في حجة رسول الله ﷺ.
أمّا ما أخرجه الطبراني من امتناع زيد بن ثابت عن كتابة مروان بن الحكم للحديث عنه، وروايته أن النبي ﷺ نهاهم أن يكتبوا حديثه (٤) فإنه لو صح عنه أو عن غيره فالجواب عنه مع مثله من أحاديث النهي، قد ذكره الحافظ ابن حجر حيث قال: إن هذه الأحاديث الصحيحة المفيدة لإذنه ﷺ في كتابة الحديث عنه، والأحاديث أيضًا التي اشتملت على نهيه عن ذلك كحديث أبي سعيد الخدري ﵁ عند مسلم، أنه ﷺ قال: "لا
_________
(١) سنن البيهقي (٦/ ٢٤٥، ٢٤٦- ٢٤٩و ٢٥٠- ٢٥١) .
(٢) ينظر سنن البيهقي (٦/ ٢٤٧) .
(٣) تنظر الإحالات السابقة على المعجم الكبير للطبراني وسنن البيهقي الكبرى، وفهرس ابن خير الأشبيلي ص٢٦٣ وقد رواه من طريق سعيد بن منصور صاحب السنن، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت ﵁.
(٤) ينظر المعجم الكبير للطبراني (٥/ حديث ٤٨٧١) .
1 / 24