كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة
تصانيف
ومما صنفه الصحابة أيضا كتاب الفرائض لزيد بن ثابت ﵁، وهو المعروف بكتابة الوحي القرآني أيضا بين يدي رسول الله ﷺ وممن قام بجمعه في مصحف واحد، وكان مبرزًا في علم الفرائض، وباشر القضاء وتوفي سنة ٤٥هـ على الراجح (١) وتعد وفاته مبكرة جدا عن وفاة جابر ﵁ كما تقدم ذكرها.
وقد أخرج الفسوي بسنده إلى الزهري قال: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض رأيت أنها ستذهب من الناس (٢) .
فيعد كتاب زيد هذا مؤلفا مخصصًا لموضوع المواريث الشرعية، وتاريخ وفاة زيد سنة ٤٥هـ يجعل تأليفه هذا مبكرًا جدا، ومن الروايات التي توافرت عنه، يفهم أن زيدًا جمع في كتابه هذا بين الأحاديث المرفوعة، وبين الآثار التي رواها عن بعض الخلفاء الراشدين، وبين تفسير منه لبعض آيات المواريث، وبين اجتهاد منه هو (٣) .
كما يفهم أنه كتب بعض هذا الكتاب لعمر بن الخطاب ﵁ لما سأله في الجد، وقرأه عمر ﵁ ناسبًا إياه إلى زيد مع إقراره له (٤) .
_________
(١) ينظر سير النبلاء وحواشيها (٢/٤٢٦) والمعجم الكبير للطبراني (٥/ ٤) (٤٧٤٨) .
(٢) المعرفة والتاريخ (١/٤٨٦) والسير (٢/ ٤٣٦) والمراد ذهاب ما لم يوجد عند غيره من أحاديث أو اجتهادات منه أو من غيره ممن أدركهم من الصحابة، لأن الفرائض أصولها في القرآن الكريم وتفاصيل الكثير منها مما شارك زيد في روايته غيره من الصحابة كما هو معروف.
(٣) ينظر المعجم الكبير للطبراني (٥/ حديث ٤٨٦٠، ٤٩٤١- ٤٩٥٧) والسنن الكبرى للبيهقي
(٦/ ٢٢٥- ٢٢٧، ٢٢٩- ٢٣٤، ٢٣٦- ٢٣٩، ٢٤٥، ٢٤٧، ٤٤٩- ٤٥١) .
(٤) سنن البيهقي (٦/ ٢٤٦) .
1 / 23