موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
محقق
د. علي دحروج
الناشر
مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
رقم الإصدار
الأولى - 1996م.
تصانيف
وبالجملة فالمتصل في اصطلاحهم يطلق على فصل الكم وعلى الصورة الجسمية وعلى الجسم الطبيعي، والاتصال على كون الشيء بحيث يمكن إلخ وعلى الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية.
ثم قال في المحاكمات وهاهنا معنى آخر للاتصال وهو كون الشيء ذا أجزاء بالقوة. لكن هذا المعنى يلازم المعنى الأول ملازمة مساوية، وكلا المعنيين غير إضافيين انتهى. وبالنظر إلى هذا المعنى يقال هذا الجسم متصل واحد أي لا مفصل فيه بالفعل.
وعند المنجمين كون الكوكبين على وضع مخصوص من النظر أو التناظر. والأول يسمى باتصال النظر وهو الذي يذكر هو مع أقسامه هنا. والثاني يسمى بالاتصال الطبيعي والتناظر.
وباتصال المحل أيضا. قالوا: إذا كان كوكب متوجها نحو كوكب آخر من باب النظر أو التناظر وتبين أن بعده عنه بمقدار جرمه فذلك التوجه يسمى اتصالا. وهذا الكوكب متصلا.
وجرم الكوكب هو عبارة عن نوره في الفلك من أمام ووراء. وهذا جعلوه معينا. وعليه، فنور جرم الشمس خمس عشرة درجة، ونور كرة القمر اثنتا عشرة درجة، ونور كل من زحل والمشتري تسع درجات، والمريخ ثمان درجات، ونور الزهرة وعطارد كل منهما سبع درجات، وعقدة الرأس والذنب كل منهما عشرة درجات.
والاتصال له ثلاث أحوال: متى وصل نور كوكب إلى كوكب آخر فهذا ابتداء الاتصال.
ويقال له: الاتصال الأول. ومتى وصل النور إلى بعد بينهما بنصف جرمين فهو بداية اتصال القوة، وهو ما يقال له وساطة اتصال، ومتى وصل المركز إلى المركز فهو اتصال تام وهو الغاية في قوة الاتصال. وإذا كان كوكب بطيء الحركة وآخر سريع الحركة يعبران فهو بداية الانصراف. وحين يصل إلى نصف الجرمين فهو نهاية قوة الاتصال، ومتى انقطع جرم من جرم آخر فهذا نهاية تمام الاتصال وانتهاء الانصراف.
أما اعتبار نصف الجرمين فجائر في جميع الاتصالات. وبعضهم يقول: قلما يفيد نصف الجرم ومثاله: إن جرم المشتري تسع درجات، وجرم القمر اثنتا عشرة درجة، فيكون المجموع اثنا عشر+ تسع واحد وعشرون. ونصف هذا الرقم هو عشرة ونصف. إذا كلما كانت المسافة بين المشتري والقمر إحدى وعشرين درجة فإن نور كل منهما يتصل بالآخر. وهذا بداية الاتصال، وحين يصير عشر درجات ونصف فهو بداية القوة، وحينما يبتعد القمر إحدى وعشرين درجة فهو منصرف.
وأما إذا كان اعتبار نصف الجرم أقل مثل أربع درجات ونصف فذلك البعد هو بداية القوة . وهذا القول أكثر إحكاما. وهذا مثال على اتصال المقارنة. وعلى هذا المنوال ينبغي أن تقاس بقية الأقسام، مثل اتصال التسديس والتربيع والتثليث. اعلم أن أنواع الاتصال كثيرة، والمشهور أنها اثنا عشر نوعا.
أولها: القبول. وتفسيره: أن يكون كوكب في حظوظ كوكبية. وذلك هو: البيت أو الشرف أو المثلثة أو الحد أو الوجه، وأن يتصل بصاحب الحظ. وعندئذ (الكوكب) صاحب الحظ يقبله، لأنه يراه في حظه. وهذا دليل على جواز (قضاء) الحاجة وتمام المحبة بين شخصين.
ثانيها: السرد؛ وذلك مثل حال كوكب ضعيف كأن يكون في الوبال أو الهبوط أو راجعا أو محترقا فهو يبعد عنه نظر كوكب آخر متصل به لعدم وجود قابلية القبول لديه. وهذا الحكم هو ضد القبول.
ثالثها: دفع القوة. وهو أن يكون كوكب في حظوظه ويرى كوكبا آخر صاحب حظ
صفحة ٩٤