175

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

محقق

د. علي دحروج

الناشر

مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

رقم الإصدار

الأولى - 1996م.

معنيين. أحدهما فصل جملة عن جملة سابقة لكون تلك الجملة جوابا لسؤال اقتضته الجملة السابقة. وثانيهما تلك الجملة المفصولة وتسمى مستأنفة أيضا. وبالجملة فالاستئناف يطلق على معنيين والمستأنفة على المعنى الأخير فقط.

والنحاة يطلقون المستأنفة على الابتدائية ويجيء في لفظ الجملة. ثم الاستئناف بالمعنى الأول ثلاثة أضرب لأن السؤال إما عن سبب الحكم مطلقا أي لا عن خصوص سبب، فيجاب بأي سبب كان، سواء كان سببا بحسب التصور كالتأديب للضرب أو بحسب الخارج نحو:

قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل. سهر دائم وحزن طويل.

أي ما سبب علتك أو ما بالك عليلا لأن العادة أنه إذا قيل فلان عليل أن يسأل عن سبب علته وموجب مرضه، لا أن يقال هل سبب علته كذا وكذا. وإما عن سبب خاص للحكم نحو وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء «1» فكأنه قيل هل النفس أمارة بالسوء؟ فقيل نعم إن النفس لأمارة بالسوء. والضرب الأول يقتضي عدم التأكيد والثاني يقتضي التأكيد. وإما عن غيرهما أي عن غير السبب المطلق والسبب الخاص نحو قوله تعالى قالوا سلاما قال سلام «2» أي فماذا قال إبراهيم في جواب سؤالهم فقيل قال سلام. وقول الشاعر:

زعم العواذل أنني في غمرة. صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي.

ففصل قوله صدقوا عما قبله لكونه استئنافا جوابا للسؤال عن غير السبب، كأنه قيل أصدقوا في هذا الزعم أم كذبوا فقيل صدقوا. ثم السؤال عن غير السبب إما أن يكون على إطلاقه كما في أول هذين المثالين ولا يقتضي التأكيد، وإما أن يشتمل على خصوصية كما في آخرهما.

فإن العلم حاصل بواحد من الصدق والكذب؛ وإنما السؤال عن تعيينه وهذا يقتضي التأكيد.

والاستئناف باب واسع متكاثر المحاسن.

ومن الاستئناف ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف عنه أي أوقع عنه الاستئناف نحو: أحسنت أنت إلى زيد، زيد حقيق بالإحسان. ومنه ما يبنى على صفته أي على صفة ما استؤنف عنه دون اسمه أي يكون المسند إليه في الجملة الاستئنافية من صفات من قصد الحديث عنه نحو أحسنت إلى زيد صديقك القديم أهل لذلك. والسؤال المقدر فيهما لماذا أحسن إليه؟

أو هل هو حقيق بالإحسان؟ وهذا أبلغ من الأول. وقد يحذف صدر الاستئناف نحو:

يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال «3» كأنه قيل من يسبحه؟ فقيل رجال أي يسبحه رجال.

هذا كله خلاصة ما في الأطول والمطول في بحث الفصل والوصل.

الإسجال:

[في الانكليزية] Dialectics

[ في الفرنسية] Dialectique ،polemique

بالجيم في علم الجدل هو الإتيان بألفاظ يسجل على المخاطب وقوع ما خوطب به نحو ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك «4» وربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم «5» فإن في ذلك أسجالا بالإتيان والإدخال حيث وصفا بالوعد من الله الذي لا يخلف وعده، كذا في الإتقان في نوع جدل القرآن.

صفحة ١٧٥