منعت شيئا فأكثرت الولوع به أحب شيء إلى الإنسان ما منعا وجوابه: ببيان الإفضاء إليه بأن يقول: التأييد يمنع عادة مما ذكرنا من الهم والنظر، فبدوامه يصير كالأمر الطبيعي، كما في الأمهات، فحينئذ يمتنع الميل إلى الفجور، فلا يبقى المحل مشتهى .
الإعتراض((العاشر القدح في المناسبة(1)))
بأن يوجد معارض لتلك المصلحة، من مفسدة راجحة على تلك المصلحة، أو مساوية لها . لما مر من أن المناسبة تنخرم بمفسدة تلزم راجحة، أو مساوية .
وجوابه: بترجيح المصلحة على تلك المفسدة إما:
إجمالا: كما مر في انخرام المناسبة بمفسدة .
أو تفصيلا بحسب خصوص المسألة .كأن يقول هذه المصلحة ضرورية، وتلك المفسدة حاجة، والضروري أولى من الحاجي، وأرجح .
(( مثاله )) أن يقول المستدل على أن الكافرة لا حضانة لها على ولدها الصغير، بالقياس على العاقل: صبي مسلم فلا يجوز أن تحضنه أمه الكافرة، رعاية لمصلحة الدين كما لو كان عاقلا . فيقول المعترض: إنه يلزم من هذه المصلحة مفسدة، وهو ترك حضانة الأم للصبي مع حاجته إليها . فيجيب المستدل بأن المصلحة دينية، والمفسدة حاجية، والدينية أرجح، لأن حفظ الدين أرجح .
صفحة ٩٥