الجواب: إنه لا يتغير، وهذا من الأصول التي لا يجوز فيها الخلاف، ومن مسائل التكفير والتفسيق التي الحق فيها مع واحد. اعلم رحمك الله وإيانا أن ما في اللوح المحفوظ هو علم الله الأزلي لا يتغير ولا تبدو له البدوات، وعلمه صفة ذات وصفته هو لا غيره ولا حالة فيه ولا مقترنة به ولا فيه شيء يقتضيها وصفاته كلها مع اختلاف مفهوماتها صفة واحدة ضرورة لأنها ذاتية وتعددها تحقيقا يوجب الأجزاء والأبعاض الموجبة للتركيب الموجب للحدوث تعالى الله عن ذلك، فعلمه وقدرته وإرادته وغير ذلك صفة واحدة؛ لأن معناها كلها أن ذاته كافية في وجود معانيها بلا أول ولا آخر. والقول بتغيير ما في اللوح المحفوظ قول بأنه تبدو له البدوات سبحانه عنها. وأما دعوى أن اللوح حادث والمكتوب في الحادث حادث فباطل، فإن الله مكتوب فيه وهو قديم وأيضا المكتوب فيه حروف والحروف حادثة بلا إشكال ولا يحل في الحادث إلا حادث والحال فيه النقوش لا الذات.
صفحة ٤٧