رضي الله عنه في جوابه لأهل زواره من أهل المغرب: وأقر إخواننا أهل زوارة أن حجة الله قائمة بالعقل والكتب والرسل كما نقول، ولا يشترط السمع، وهو مشكل، فهو يقول: صاحب الجزيرة وأهل الفترة في المحشر وفي النار {بلى قد جآءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم إلا في ضلال كبير} [سورة الملك: 9]، ونحو هذه الآية مما في الإقرار من الكفار بأن الرسل جاءتهم ونحوها مما في عتابهم بعدم اتباع الرسل فهل يقال لهم: سمعتم الرسل وكذبتم وهم لم يسمعوا الرسل. وقد يكون في كل زمان نذير كقس بن ساعدة لكن ليس يصل أهل عصره كلهم، وكلامنا فيمن لم يصله؛ ولذلك قلت: من لم يصله سماع يؤاخذ على علم معرفة الله تعالى؛ لأنه قد <1/ 28> وصلته حجة التوحيد بمشاهدة وجود ذاته والسماء والأرض والسحاب والمطر والنبات والجبال والأحوال وقد يقال: إذا وجب التوحيد بدلائل الصنع ولا صنعة بلا صانع ولا فعل بلا فاعل ولا نعمة بلا منعم، والشيء لا يوجد نفسه أوجب عليه عقله شكرا للصانع المنعم فيخرج ليعلم ما يشكره به، فيبقى من لم يجد الخروج إلى ذلك فلا يصل إلى تفاصيل الشرع فلا يكلف بها إذ لا تكليف بما لا يطاق.
صفحة ٢٥