وقعت مجادلة بين الحسن البصري وقدري قال القدري: جل ربنا عن الفحشاء ، يعني أنه يعيب علينا قولنا: إن الله خلق معصية العاصي وأرادها. قال الحسن: تعالى ربنا أن يكون في ملكه غير ما شاء، قال القدري: أفيحب ربنا أن يعصى؟ قال الحسن: أراد أن لا يعصى أفيعصى ربنا قهرا؟ قال: أرأيت إن جنبني الهدى وسبب إلي الردى أحسن إلي أم أساء؟ قال الحسن: إن كان كله فعله فيما تملكه فقد أساء، وإن كان فعله فيما يملكه فإنه يخص برحمته من يشاء ويفعل في ملكه ما يشاء. قال القدري: هل رأيت ربك حين عبدته؟ قال الحسن: ما كنت أعبد ربا لم أره! قال القدري: وهل تراه العيون بمشاهدة الأعيان؟ قال: لا ولكن تراه القلوب بحقائق الإيمان، معروف بالدلالات، مشهور بالعلامات، لا يجور في القضيات. فولى القدري يقول: الله يعلم حيث يجعل رسالته.
تم هذا الكتاب بعون الله الملك الوهاب.
------------
باب في قيام الحجة والكلام في أهل الفترة
<1/ 27> بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد .. فسلام على الشيخ العالم ذي الصدر السالم راشد بن عزيز من كاتبه أمحمد اطفيش قائلا:
صفحة ٢٣