ومن أسمائه صلى الله عليه وآله نبي الملحمة ورد في الحديث، والملحمة الحرب، وسمى بذلك لأنه بعث بالذبح.
وروى أنه سجد يوما فأتى بعض الكفار بسلا ناقة فألقاه على ظهره والسلام: بالقصر الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي، فقال:
يا معشر قريش أي جوار هذا والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح، فقام إليه أبو جهل ولاذ به من بينهم وقال: يا محمد ما كنت جهولا، وسمى نبي الملحمة بذلك.
ومن أسمائه صلى الله عليه وآله الضحوك كما تقدم انه ورد في التوراة، وإنما سمى بذلك لأنه كان طيب النفس وقد ورد انه كان فيه دعابة وقال: انى لأمزح ولا أقول إلا حقا، وقال لعجوز الجنة لا تدخلها العجز فبكت فقال إنهن يعدن أبكارا. وروى عنه مثل هذا كثيرا.
وكان يضحك حتى يبدو ناجذه وقد ذكر الله سبحانه لينه ورفقه فقال (فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وكذلك كانت صفته صلى الله عليه وآله على كثرة من ينتابه من جفاة العرب وأجلاف البادية لا يراه أحد ذا ضجر ولا ذا جفاء ولكن لطيفا في المنطق رفيقا في المعاملات لينا عند الجوار كأن وجهه إذا عبست الوجوه دارة القمر عند امتلاء نوره صلى الله عليه وآله.
ومن أسمائه صلى الله عليه وآله القتال سيفه على عاتقه، سمى بذلك لحرصه على الجهاد ومسارعته إلى القراع، ودؤوبه في ذات الله وعدم إحجامه، ولذلك قال علي عليه السلام: كنا إذا احمر البأس اتقيناه برسول الله لم يكن منا أحد أقرب إلى العدو منه، وذلك مشهور من فعله صلى الله عليه وآله يوم أحد، إذ ذهب القوم في سمع الأرض وبصرها، ويوم حنين إذ ولوا مدبرين وغير ذلك من أيامه
صفحة ٩