به، لترك أحكام عقد الكرب، فلم ينخ إلا بلمضة المرتضع، فشدقاه، وإن نهنهة الجاهل أهون من جريرته، ورأس العشيرة يحمل ثقلها، ومقام الحكم عظة لمن انتفع، ألا وإني لأحب رأب الشعب، وجمع الفرقة. ثم نزل ورمى بأسلحتهم.
قال ابن العباس: وللعرب أقوال كثيرة، ومذاهب شتى، فأهل مكة يقولون: الله ربنا وحده لا شريك له، والملائكة بناته، فلم يؤمنوا. وقال عبدة الأصنام: الله ربنا وحده لا شريك له، والأصنام شفعاؤنا عنده، فلم يؤمنوا. وقالت اليهود: ربنا الله وحده لا شريك له، وعزير ابنه، فلم يؤمنوا. وقالت عبدة الشمس: الله ربنا والشمس تشفع لنا، فلم يؤمنوا. وقال المسلمون: الله ربنا وحده لا شريك له، والنبيون عبيده ورسله، فآمنوا وصدقوا.
وكان للعرب علم الرؤيا فى الجاهلية، وكان أعلمهم به أبو بكر الصديق0 رلبه، فكان يعبر الرؤيا في الجاهلية، فيصيب، وكانوا يرجعون إليه، ويستخبرون منه. وكانت في العرب بقية يؤمنون بالله واليوم الآخر، وينتظرون ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: فس بن ساعدة الإيادي، وكان يقول في مواعظه: كلا
صفحة ٩٤