المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله تعالى أمر عباده بالصلاة على نبيه محمد بعد أن أخبر ﷾ أنه يصلي عليه وأن ملائكته الكرام يصلون عليه ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ١.
وهذا جزء حديثي في الصلاة على رسول الله ﷺ للإمام علي بن المفضل المقدسي، والجزء الحديثي هو: “المؤلَّف في الأحاديث المروية عن رجل واحد ... وقد يختارون من المطالب الثمانية - المذكورة في صفة الجامع - مطلبًا جزئيًا يصنفون فيه ...، كما سيأتي، والأجزاء الحديثية تعد من الكتب التي تخدم سنة رسول الله ﷺ.
وهذا الجزء يخدم عبادة عظيمة هي الصلاة على رسول الله ﷺ بأصح الأسانيد، وفيه الموافقة والبدل، وهما من أنواع الأسانيد العالية، وعلو الإسناد يحرص على الرواية به المحدثون لأنه تقلّ فيه الوسائط وتقلّ تبعا لها جهات احتمال الخلل - من الرواة - من ناحية، ويحصل من خلاله التقوية بتعدد الطرق، ونجد من هذا القبيل ما يقول فيه المصنف علي بن المفضل: “وافقنا مسلمًا في شيخه بعينه”.
إن الصلاة على النبي ﷺ أمرها عظيم وجزاؤها كبير. قال ﷺ: “من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا” ٢، وقال ﷺ: “أولى الناس بي يوم
_________
١ سورة الأحزاب، آية (٥٦) .
٢ صحيح مسلم في كتاب الصلاة: حديث ٧٠/٤٠٨ والترمذي في الصلاة حديث (٤٨٥) من حديث أبي هريرة.
1 / 165