قِبل الضعيف، لا مِن قِبَلِهِ. ولم يمتنع الأئمة من الرواية [عنه] (١).
وأصحاب الصِّحاح أدخلوا حديثه -إذا روى عنه ثقة- في صحاحهم، وهو أشهرُ من أن أحتاجَ إلى [أن] (٢) أُخرج شيئًا من حديثه، وهو لا بأس به (٣).
١٥ - وقال أبو عبد الله محمَّد بن إسحاق بن منده الأصبهاني: وأما حال عكرمة مولى ابن عباس ﵀ في نَفْسِهِ، فَقَدْ عَدَّلَهُ أئمةٌ من نُبلاء التابعين ومَنْ بَعْدَهم، وحَدَّثوا عنه، واحتجّوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام.
روى عنه زُهاء ستمائة رجل من أئمة البلدان فيهم زيادة على سبعين رجلًا من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلةٌ لا تكاد توجد (٤) لكبير أحد من التابعين إلاَّ لعكرمة مولى ابن عباس رحمة الله عليه.
على أَنَّ من جَرَحَهُ من الأئمة لم يمسكوا (٥) عن الرواية عنه ولم يستغنوا عن حديثه. مثل: يحيى بن سعيد الأنصاريُّ، ومالك بن أنس وأمثالهما ﵏.
وكُلٌّ يتلقَّى حديثه بالقَبول ويحتج به، قرنًا بعد قرن، وإمامًا بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح وميَّزوا ثابت الحديث من
_________
(١) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في "الكامل".
(٢) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في "الكامل".
(٣) "الكامل" لابن عدي، ٥/ ١٩١٠، ط. دار الفكر.
(٤) الأصل: تجد، وما أثبته موافق لما في "مقدمة الفتح"، (١٩٦).
(٥) الأصل: يمكسوا!
1 / 20