فقه تغيير المنكر
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
فهي أمة أخرجت للناس، أي لما فيه صالحهم، وقد جعل قوله: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ ... إلخ شرط هذه الخيرية، وبيان كونها أخرجت للناس ولمصلحتهم. وقد فقه الصحابة ﵃ ذلك فقها بالغًا، فتحققت بهم فقها وسلوكًا الأمة المسلمة، كما يحبها الله تعالى: عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: لو شاء الله لقال (أنتم خير أمة) فكنا كلنا ولكن قال (كنتم) فهي خاصة لأصحاب محمد ﷺ ومن صنع صنيعهم، قوله (من صنع صنيعهم): بيان أن من تحقق فيه كما تحقق في أصحاب النبي ﷺ من الصلاح والإصلاح في القرون التالية إلى يوم القيامة، فهو منهم.
وقد فسرها أبو هريرة أيضا تفسيرا كاشفا عن حقيقة هذه السِّمة الرافعة للأمة من طور (الإسلامية)، إلى أفق (المسلمة):
روى البخاري عن أبي هريرة ﵁: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ قال: خير الناس للناس: تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم، حتى يدخلوا في الإسلام.
1 / 10