جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

مارون عبود ت. 1381 هجري
211

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

تصانيف

فللكرامة فضل من تأسينا

إنه في أحرج المآزق لا ينسى من هو، بيد أنه يغلب على أمره ويعود إلى تواضعه، والحب إله قدير لا يزهى أمامه أحد ولا يتكبر، فيقول في مطلع قصيدة «عتاب»:

لما نظرت إلي أمس مشيحة

بين الجموع بلحظك المرتاب

وجرت على شفتيك بسمة حائر

ما بين شبه رضا وشبه عتاب

أبصرت في عينيك عمري كله

وعرفت أني قد أضعت شبابي

حقا إنها أبيات من أمثل الشعر وأرقاه، وهكذا يختم هذا الديوان كما ابتدأ: تحرق دائم، وشكوى مستمرة، وظمأ إلى الجمال شديد، وثلاثة في الدنيا لا يشبع منها: الجمال والعلم والمجد، وإن قال الشاعر: «ولا مجد في الدنيا لمن قل ماله.»

وبعد فاثنان في ديوان «الحرمان» يتصارعان: قلب الشاعر ونفسه، فقلبه يهوى الجمال ونفسه يشوقها العز والمجد، وهو بينهما كما يقول المثل: ساعة لك وساعة لربك.

صفحة غير معروفة