ومنها أن رجلا من آل عمار يسمى علي بن أحمد كان ممن منع العسكر الذين جهزهم الإمام -عليه السلام- إلى بيشة صحبة الشريف حسين بن مغامس كما سيجئ إن شاء الله، وأرجف عليهم ومحقهم وهرب فجرى بينه وبين أصحابه خصومة، فقتل وقتل معه غيره وبعض من كان من قبيلته الذين لحقوا العسكر أصابه الله بعلة في عينيه، ثم أراد السيد أحمد بن المهدي القبض عليه فوثب من طاقة فقصم ظهره.
ومنها ما أخبر به الفقيه الفاضل العالم شمس الدين أحمد بن يحيى الآنسي عافاه الله قال كرامات عظيمة لإمام زماننا المؤيد بالله- سلام الله عليه- ينبغي أن تكتب ظهرت أيام فتنة ابن راجح:
الأولى: أنه كان لرجل من المخادعين(1) بيت عظيم فلما أراد المجاهدون أن يحرقوه بذل لبعضهم شيئا على سلامته فأحرقوا حواليه وأحرقوا بعض ما يكون من شرافاته وتركوه، فنزلت صاعقة عظيمة أحرقته وأخربته بجرثومته.
الثانية: أنه(2) كان بعض المجاهدين(3) يسبه كثيرا فقتل في الحرب فأراد بعض المجاهدين أن يقطع رأسه فوجد لسانه قد أخذته الرصاصة إلى موضع بعيد فبقي الناس يعجبون من ذلك.
الثالثة: كانت امرأة تهجو أصحاب الإمام في مسرحها بكلام مزدوج يشبه الرجز، فاتفق أنها في بعض الأيام علت فوق صخرة فانكفأت بها فطاحت ولحقتها تلك الصخرة فوجدوا رأسها مرضوخا بين الصخرة والصفا.
ومنها أن بعض أولئك المحاربين مما يلي مكاننا أغار ودعا إلى أصحابه الذين وراءه أنهم يلحقونه بالحبال يحمل بها أبواب مسجد القاضي أحمد بن يحيى فوقعت في قفاه رصاصة وخرجت من فيه، وأخذت بعض أضراسه وأسنانه، وعاش ولم يمت من الرصاصة، وبقيت حياته التي هو فيها من الشناعة [7/أ] عبرة لمن رآه.
صفحة ١٥