ومنها لما وقع الحرب بين آل عمار وسحار، واشتدت الفتنة بينهم وكان التعدي من آل عمار كما سنذكره من بعد إن شاء الله تعالى، ووقع مع آل عمار هزيمة كبيرة وقتل منهم جماعة، فاجتمع رأيهم على أن يصرخوا بجميع قبائل حاشد وبكيل لادعائه بهم(1) أنه منهم، فأرسلوا جماعة منهم لتنكيف هذه القبائل حتى وصلوا إلى بلاد بني صريم، وخارف، وسفيان ووادعة، والعصيمات، وقبائل الأهنوم، وبلاد برط، وأملح، وغير هؤلاء(2) حتى وصلوا إلى مشارف برط، وأسعدهم بعض هذه القبائل، واجتمع خلق كثير، فلما قربوا من صعدة ومرادهم أن يحاربوا قبائل سحار، فما زال ولد الإمام السيد الهمام شرف الإسلام يدافعهم بالكتب ويعرفهم أن آل سحار لا حجة عندهم، وأنه لا يرضى أن يصدر إليهم مكروه، فأسعده بعض القبائل، فلما رأى ذلك أرسل من عسكره جماعات في مواضع متفرقة مسعرين الحرب لمن قصدهم فحينئذ أجمع جميع القبائل، ورجعوا كل إلى بلاده، ووصل بعض مشائخهم إلى ولد الإمام، وكان من أعظم من ألبهم وجمعهم وأظهر الفساد والعناد رجل من آل عمار يسمى الشيخ واصل بن الشيخ، فلما وصل إلى بيته راجعا من تنكيفه حم ليلة واحدة فأصبح ميتا فأيقن الناس جميعا بهذه الكرامة.
ومنها أن رجلا من أهل حقل لما ذكر عنده الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- قال: لا أرانا الله وجهه، فأصبح اليوم الثاني مريضا، ثم مات عقب [6/ب] ثلاثة أيام أو نحوها.
ومنها أن الأتراك جروا المدافع من صنعاء إلى عمران يريدون الرمي به على أصحاب الإمام -عليه السلام- في موضع قريب من عمران يسمى درب الموجمة فرموا به أربع رميات، ثم انفض في الخامسة وبطل نفعه لهم، ثم جروا مدفعا آخر فرموا به رمية واحدة، ثم انفض من وسطه وبطل نفعه لهم ولم يقع في المجاهدين منهما ضرر.
صفحة ١٤