باب: في مدة نزول القرآن:
روى عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى بيت العزة، ثم أنزل عند ذلك في عشرين سنة.
وقال الشعبي: فرق تنزيل القرآن فكأن من أوله وأخره ثماني عشر سنة أنزل عليه بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر.
باب التسمية:
لا خلاف بين القراء في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول الحمد، وتركها في أول براءة واختلفوا فيما عداها من السور فقرا أبو عمر وورش وحمزة بغير فصل بين السورتين بسم الله الرحمن الرحيم في جميع القرآن والباقون بالفصل بينهما في القرآن كله.
سورة فاتحة الكتاب مكية ومدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم(1)الحمد لله رب العالمين(2)الرحمن الرحيم(3)مالك يوم الدين(4)إياك نعبد وإياك نستعين(5)اهدنا الصراط المستقيم(6)صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(7).
مكية ومدنية لأنها نزلت بمكة مرة، وبالمدينة مرة أخرى، وسمية أم القرآن لاشتمالها على المعاني التي من القرآن من الثناء على الله بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وفي تفسير الثعلبي أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب، أودع علومها أربعة منها التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان، ثم أودع علوم هذه الأربعة الفرقان، ثم أودع علوم الفرقان المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة، ومن قرأها فكأنما قرا التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان.
وروى أبو ملحد في تفسيره أن إبليس رن أربع رنات حين لعن وحين أهبط وحين ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحين أنزلت فاتحة الكتاب، وتسمى فاتحة الكتاب لأنه يستفتح بها الكتاب تلاوة وكتابه.
صفحة ١٠