وعن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا
استفتح الصلاة قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)) رواه أبو داود والدارقطني مثله من رواية أنس والخمسة مثله من حديث أبي سعيد الخدري والمختار في لفظ الاستعاذة عند علماء الحديث، وأكثر القراء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو مذهب عاصم وأبي عمرو وهو المذكور في الآية، فيكون هو الأقوى لموافقة القرآن وهو مروي عن ابن مسعود ووكيع بن الجراح وسفيان الثوري قال: الحاكم في تفسير المعوذتين أن التعوذ في أمر الدين والدنيا واجب ومن الفريقين الجن والإنس، فيدخل فيه رؤساء الضلالة وعلماء السوء وأهل البدع إذ لا ضرر أعظم من ضررهم.
[باب: في أول ما أنزل من القرآن]
واختلفوا في أول ما نزل من القرآن:
وروى عروة عن عائشة أن أول ما نزل اقرأ باسم ربك الذي خلق وبه قال قتادة وأبو صالح وروي عن جابر أن أول ما نزل يا أيها المدثر، والصحيح أنه لما نزل عليه اقرأ باسم ربك رجع فتدثر فنزلت يايها المدثر يدل عليه ما روى في الصحيحين من حديث جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: ((فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، فجثيت منه رعبا فرجعت فقلت زملوني ودثروني فأنزل الله تعالى يايها المدثر ومعني جثيت ذعرت وخفت)) .
باب واختلفوا في أخر ما نزل
فروى البخاري ما روي من حديث ابن عباس أن آخر آية نزلت آية الرؤيا وفي إفراد مسلم عنه أن أخر أية نزلت إذا جاء نصر الله والفتح وروى الضحاك عن ابن عباس أن آخر أية أنزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، وقيل: أخر آية أنزلت الكلالة وأخر سورة نزلت براءة وروى أبي بن كعب: أن آخر آية أنزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم...} إلى أخر السورة.
صفحة ٩