فالله قد أوحى إلى داود........... أن اتخذ نعلين من حديد ثم عصى منه وسر في طلبه...........حتى ترى بلاهما في مطلبه
وذاك تعظيم لشأن العلم...........إذ فضله يفوق كل حكم
وأنه لأفضل الأعمال........... مما عدا الفرض من الأحوال
ويرفع الله به أقواما........... حتى يصيروا قادة إماما
ويبلغ العبد بلا إنكار........... بفضله منازل الأحرار
والجهل يخفض الشريف العالي.......... لجهله بالقول والفعال
والعلم أبقى من لجين وذهب...........وإنه للمرء فضل وأدب
وهو لمن يحمله أنيس........... إن عدم الخليل والجليس
وعلم بأن العلماء قالوا........... الأغنياء لهم الأموال
وقد جمعوا الكنوز ألفا ألفا........... وقد جمعنا العلم حرفا حرفا
ولو بحرف واحد أعطونا...........ألفا من الأموال ما رضينا
وكيف يرضون وهل يستبدل...........فان بباق من يعي ويعقل
وهو مخالف لحال المال...........نماؤه بكثرة السؤال
والمال إن أنفقت منه شقصا...........لا شك أدخلت عليه نقصا
أنفعه ما كان في الأذهان........... وشره ما كان باللسان
لأن ما خلا الفؤاد منه........... فذاك جهل فيه فاحذرنه
والعلم والجهل هما ضدان........... فكيف في الفؤاد يجمعان
مثاله كالنار عند الماء........... هل يجمعان قط في إناء
طوبى لمن في علمه قد رغبا.......... لله والأخرى به قد طلبا
فأفضل العلم الذي قد عملا ........... به وكل الخير منه قد حصلا
وما خلا من عمل لا ينفع........... بل ضره باد على من يجمع
ومن أعانه الإله سهلا........... عليه فيه السعي حتى يحصلا
وقد رأيت الناس في زماني........... لا يطلبون العلم للمنان
لكن مباهاة لأهل العلم........... وحجه منهم لأهل الظلم
ويل لمن كان بهذا الحال.......... من العذاب ومن النكال
لا تطلبنه يا أخي للجاه........... ولا به للعلما مباهي
لأنما المراد منه العمل........... وصرفه لغيره مبطل
صفحة ٣