ولا يذم أبدا وإنما........... يذم ما كان شبيها بالعمى
وذاك جهل عندتا مركب...........صاحبه عن الهدى مجنب
من ثم كان العلم خير فائدة........... أرباحه عن كل ربح زائده
حامله يحيى به حميدا ........... وإن يمت يمت به سعيدا
يعيش في الناس عظيم الفضل......... ويرزق الفوز بيوم الفصل
والعلما قد جاء في الصحاح...........بأنهم في الخلق كالمصباح
وأنهم للأنبياء ورثه.......... ومن يكن أولى بشيء ورثه
وجاء أيضا في ذوي العلوم........... بأنهم للناس كالنجوم
لأنه لا شك للبصائر........... نور كمثل العين للظواهر
وهو حياة القلب مهما عدما........... فذلك القلب بميت وسما
تقوى به من ضعفها أبدان........... وضدها ضعيفة سمان
ونظر المؤمن في الكتاب........... زيادة له من الثواب
مدام ذي العلم به يوازن........... دم الشهيد وهو فضل باين
يلهمه الله الكريم السعدا........... ويحرمنه الأشقياء البعدا
وهو إمام والفعال يتبعه........... فعامل بدونه لا ينفعه
عليك بالتعلم طول العمر........... وجعله للحساب خير ذخر
فاطلبه في القرب والبعد معا........... ولو إلى الصين محلا شسعا
ولا تكن في البحث عنه خاملا........... حتى تكون للعلوم حاملا
وإن لقيت ماهرا ملازما........... فلا تفارقه ولا تراغما
واسأل ولا تمل أو تملا........... وإن عرفتها فأبد الجهلا
من أدب السؤال للعفيف...........أن يسأل العالم كالضعيف
لا يورث العلم من الأعمام........... ولا يرى بليل في المنام
لكنه يحصل بالتكرار........... والدرس في الليل وفي النهار
مثاله شجرة .... في النفس........... وسقيها بالدرس بعد الغرس
يدركه من كد فيه نفسه.......... حياته ثم أطال درسه
مزاحما أهل العلوم بالركب........... وطالبا لنيله كل الطلب
صفحة ٢