مسألة: ويقال له أخبرنا هن الإيمان في الحقيقة ما هو؟ فإن قال: طاعة الله فيما أمر ونهى. قلنا فهذه الحقيقة عندنا وعند الله أم عندنا لا عند الله؟! فإن قال: عندنا لا عند الله، قلنا: فما حقيقته عند الله؟ فنا يحد محيصا عن الإقرار بان إنما هي عند الله في علمه وعلم من علمه الله. وأن قال: عندن وعند الله، قلنا: هذا هو الحق وكذلك جميع الحقائق ولزمه حينئذ الإقرار بأن الجوهر لا يتجزأ عند الله بمعنى أنه سبحانه قدرة في ذاته واحدا لا يتجزأ فإذا أقر بذلك، قلنا: فإذا كان عند الله لا يتجزأ ثم أجزت أنت وصف البارئ بالقدرة على تجزئته أليس ذلك موجبا الإبطال حقيقته عنده وفي ذلك إيجاب أن لا ثبوت للحقائق ولا معنى لها.
مسألة: ويقال له: أيقدر البارئ سبحانه أن يقسم الجسم حتى لا يبقى في شيء من أجزائه انقسام؟ فمن قوله نعم. قلنا: فإذا قسمه حتى لا يبقى في شيء من أجزائه انقسام فتلك [51] الأجزاء كل جزء منها هو الجوهر الواحد الذي تعرفه العقلاء من أهل الكلام.
أرأيت إن قال قاتل: أيقدر بعد أن قسمه حتى لا يبقى شيء من أجزائه ينقسم أن يقسم جزءا من تلك الجزاء أم لا؟
فإن قال نعم، فقد عجزه من حيث إنه لم يقدر أن يقسمه حتى لا يبقى شيء من أجزائه ينقسم، إذ لو قسمه حتى لا يبقى شيء من أجزائه ينقسم، ثم غن هذا الوصف راجع إلى القدرة على تعجيزه سبحانه وتعالى.
وإن قال لا يقدر، فقد عجزه الآن حيث لم يقدر فكل من لم يقدر فهو ممن يوصف بالقدرة فهو عاجز، فإن قيل: فما الجواب عندكم؟
صفحة ٦٧