ثم أصبح قصارى الأمل في مصير الإنسان أن يروض نفسه على مواجهة اليأس، والتسليم بضرورة الوجود؛ تسليم قوامه الضرورة المقضية، ولا قوام له من الرجاء فيما وراء العيان، ولا في نحلة البطولة أو نحلة السوبر مان.
وكان آخر ذوي الأفكار من مستحقي الجائزة أديبا يتكلم بلغة الفلسفة، كأنه السياسي الذي يتكلم بلغة «الدبلوماسية» حين يقول: إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
وهكذا انتهى المطاف برسالة نوبل في طلاب المثل الأعلى، ولا نخاله مرتفعا إلى قمة تعلو على هذه القمة، إلى مدى سنوات مقبلات. •••
وبعد فإننا نختتم هذه الدراسة ونحن نتسمع على بعض الأفواه سؤالا لا غرابة فيه، ولا سيما ممن قرأ لنا - قبل اليوم - كثيرا في موضوع هذه الجائزة.
لماذا عنينا بموضوع هذه الجائزة غير مرة؟
ومن الواجب أن يجاب هذا السؤال لتصحيح النظر إلى البحث كله، لا لمجرد الإيضاح في مسألة شخصية؛ لأن جلاء الحقيقة عن بواعث البحث جلاء للحقيقة عن الآراء التي تنبعث منها.
ونوجز البيان فنقول: إننا لم نعرض قط لموضوع الجائزة إلا استجابة لسؤال أو اقتراح.
قيل في الصحف يوما: إن زميلنا الأستاذ توفيق الحكيم استعار قصة «حمار الحكيم» من قصة الشاعر الإسباني خيمنيز، وسألني المختلفون عن رأيي فكتبته، وأجملت القول عن الفارق بين الروايتين، فاستتبع ذلك اقتراحا من مؤسسة ثقافية كبيرة للكتابة عن الشاعر الإسباني، وعن الجائزة ومستحقيها، وظهر من ثم كتابي عن الشاعر الأندلسي والجائزة العالمية.
وسألتني قبل ذلك صحيفة أدبية عن حق الشاعر الهندي تاجور في الجائزة، فكان مقالي عنه جوابا لذلك السؤال.
ولبيت اقتراح الفضلاء من نقاد الإذاعة والمشرفين على برامجها، فأعددت للإذاعة هذه الأحاديث، ولا محل للسؤال عن بواعثي للحديث عنها؛ إذ يكون الباعث إليه خاطرا من خواطر المقترحين.
صفحة غير معروفة