الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

محمد كبريت الحسني ت. 1070 هجري
24

الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

تصانيف

عنده بمقدار ، وبصر من شاء لإكرامه بنور الهامة ، فاستخرج غرائب الأسرار بنواقب الأفكار وصلى الله تعالى على سيدنا وسندنا محمد المصطفى المختار ومؤازريه الأئمة الأطهار ، صلاة متصفة بالاستمرار متلوة آناء الليل وأطراف النهار.

تنبيه (1): قال العلامة ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم : حرم عند أرباب القلوب على كل قلب شغل بالإرادات الدنية. والشهوات الدنيوية أن يصل إليه المدد النبوي. بل ربما يخشى [عليه] (2) من الوقوف بين يديه صلى الله تعالى وسلم عليه فيجب الاجتهاد في تصفية الجنان مع ملاحظة الاستمداد. من سعة العفو عما لا وصول إليه ، فإنه يمد كلا بما يناسب حاله ، ولا وصول إلى الحضرة الإلهية إلا من بابه كما قيل :

وأنت باب الله أي امرىء

أتاه من غيرك لا يدخل

* إسعاد وإمداد

حكى القاضي شهاب الدين بن خلكان في ديوانه أن الفقيه منصور التميمي أصابته مسبغة في سنة شديدة القحط ، فرقى سطح داره ليلا ونادى بأعلى صوته :

الغياث الغياث يا أحرار

نحن خلجانكم وأنتم بحار

قال : فأصبح على بابه مائة حمل من البر. توفي الفقيه منصور الشافعي سنة ست وثلثمائة.

وما أحسن ما قال :

لا تحزنن ولا تخف

ودع التفكر والأسف

لوائح وحوائج حكى بعض الأمراء : يسمع عن رجل من أهل الله تعالى أنه قال : «من رآني ضمنت له على الله تعالى الجنة» فقال الأمير : كيف ساغ لهذا الرجل أن يقول

صفحة ٣٤