أيها المغرم المشوق هنيئا ... ما أنا لولاك من لذيذ التلاقي
قل لعينيك يهملان سرورا ... طال ما أسعداك يوم الفراق
أبدل الوجد بالسرور ابتهاجا ... وجميع الأشجان والأشواق
وأؤمر العين أن تفيض سجالا ... وتوالي بدمعها المهراق
هذه دراهم وأنت محب ... ما بقاء الدموع في الآماق؟!
... وأنشد لنفسه أبو العباس أحمد بن محمد:
إذا ما حدا الحادي بأجمال يثرب ... فليت المطي فوق خدي تعنق
فما عبق الريحان إلا وتربها ... أجل من الريحان طيبا وأعبق
... ومن محاسنها: حديث: ((من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كتبت له براءة من النار، وبراءة من العذاب، وبراءة من النفاق))0 ومنها: ((أنه من خرج على طهر لا يريد إلا الصلاة فيه كانت بمنزلة حجة)) وإن إتيان مسجد قباء يعدل عمرة، وإن صيام شهر رمضان في المدينة كصيام ألف شعر فيما سواها، وكذا سائر أفعال البر بها، وكل عبادة شرعت بالمدينة فهي بها أفضل منها بمكة.
... ومنها: ((أن ما بين منبره ومسجد المصلى روضة من رياض الجنة)) (وهذا جانب كبير من هذه البلدة المشرفة)
... ومنها: حثه عليه وعلى آله الصلاة والسلام على الموت بها، والوعد على ذلك بالشفاعة والشهادة
0 وإني إذا أو عدته أوعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
... وما أحسن ما قال:
(لست آسى على تفرق شملي ... غير قبري بأي أرض يكون)
أبأرض البقيع تحت تراب ... فيه جدي ووالدي مدفون
بين قوم أعزة في حماهم ... ولهم عند ربهم تمكين
أم بأرض أخرى فياليت أني ... في سوى أرض طيبة لا أكون
تلك أرض لخاطري مثلي ليلى ... وفؤادي بحبها المجنون
وثراها لمقلتي أن تراها ... إثمد منه تستنير العيون
صفحة ٢٤