399

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

تصانيف

[4.117-119]

وقوله تعالى: { إن يدعون من دونه إلا إنثا وإن يدعون إلا شيطنا مريدا... } الآية: الضمير في { يدعون }: عائد على من ذكر في قوله:

ومن يشاقق الرسول

[النساء:115]، و «إن»: نافية بمعنى «ما»، ويدعون: عبارة مغنية موجزة في معنى: يعبدون ويتخذون آلهة، قلت وفي «البخاري» { إلا إنثا }: يعني الموات حجرا ومدرا، وما أشبهه. انتهى، وفي مصحف عائشة: «إلا أوثانا»؛ ونحوه عن ابن عباس، والمراد بالشيطان هنا إبليس؛ قاله الجمهور، وهو الصواب؛ لأن سائر المقالة به تليق، و { مريدا }: معناه: متمردا عاتيا صليبا في غوايته، وأصل اللعن: الإبعاد، والمفروض: معناه: في هذا الموضع المنحاز، وهو مأخوذ من الفرض، وهو الحز في العود وغيره.

قال * ع *: ويحتمل أن يريد واجبا إن اتخذه، وبعث النار هو نصيب إبليس.

وقوله: { ولأضلنهم... } الآية: معنى أضلنهم: أصرفهم عن طريق الهدى، { ولأمنينهم } لأسولن لهم، وأمانيه لا تنحصر في نوع واحد، والبتك: القطع.

وقوله: { ولأمرنهم فليغيرن خلق الله } اختلف المتأولون في معنى تغيير خلق الله، وملاك تفسير هذه الآية أن كل تغيير ضار، فهو داخل في الآية، وكل تغيير نافع فهو مباح، وفي «مختصر الطبري»: { فليغيرن خلق الله } ، قال ابن عباس: خلق الله: دين الله ، وعن إبراهيم، ومجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدي، وابن زيد مثله، وفسر ابن زيد:

لا تبديل لخلق الله

[الروم:30]، أي: لدين الله، واختار الطبري هذا القول؛ واستدل له بقوله تعالى:

ذلك الدين القيم

صفحة غير معروفة