وقد ذكر أن الرسول(1) صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن ذلك فقال: (( نعم يجمع الله بين جميع أهل البيت، إذا كانوا مؤمنين في دار ثواب المتقين )).
[معنى وإن يوما عند ربك كألف سنة]
وسالت عن قول الله سبحانه: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}[الحج: 47].
المعنى في ذلك فهو إخبار من الله سبحانه عن نفاذ قدرته، وإمضاء مشيئته، وسرعة فعله، يخبرسبحانه أنه ينفذ في يوم واحد ما ينفذه جميع الخلق إذا اعتونوا(2) عليه في ألف سنة؛ من محاسبة المحاسبين، وتوقيف الموقفين على ما تقدم من أعمالهم في دنياهم وحياتهم.
فهذا معنى ما عنه سألت من قول الله سبحانه: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}[الحج: 47].
[من ظلم دراهم أو دنانير كيف يستوفيها في الآخرة]
وسالت عمن ظلم في الدنيا دنانير أو دراهم، كيف يكون اللحوق لحقه(3) من ذلك في الآخرة، وليس في الآخرة دراهم ولا دنانير؟
القول في ذلك: أن الله سبحانه يعطي المظلوم إذا كان مؤمنا من الثواب على ما امتحن به من ذهاب ماله في الدنيا، فصبر لله على ذلك صبرا حسنا؛ فآتاه من الثواب والجزاء؛ أكثر مما لو رد إليه أموال الدنيا، ويعرفه سبحانه أن ذلك جزاء على ما كان من صبره واحتسابه؛ بما ذهب في الدنيا من ماله، ويستوفي له من ظالمه الفاسق الردي؛ بالزيادة في العذاب الأليم، حتى يعلم الخائن أن ذلك نزل به خصوصية على مظلمة المؤمن، ويطلع الله المؤمن على ما نزل بظالمه، ويعلمه أن ذلك الذي حل به من الزيادة في العذاب هو من أجل ما غصبه من ماله، وظلمه به في حقه.
فهذا حال المؤمن المظلوم، وحال الفاسق الظالم عند الجزاء؛ في الآخرة التي تبقى.
صفحة ٧٤٨