فجعل هذا مثلا؛ كما قال سبحانه: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال}[الأحزاب: 72] الآية، أراد تبارك وتعالى أنه لو كان في السموات والأرض والجبال من الفهم والتمييز ما في الآدميين، ثم عرض عليها ما عرض على الآدميين من حمل الأمانات التي قبلها الآدميون؛ لأشفقت السموات والأرض والجبال من حملها، ولما قامت بما يقوم به الآدمي من نقضها(1)، مع ما في الأمانة من الخطر وعظيم الأمر على من لم يؤدها(2) على حقها، ويقم بها على صدقها.
والأمانة على صنوف شتى، فمنها قول الحق وفعله، ومنها أداء الشهادة على وجهها، ومنها أداء الحقوق إلى أهلها ، من الأنبياء المرسلين، والأئمة الهادين، ومنها الودائع من الأموال وغيرها.
ومنها العقود التي قال الله تبارك وتعالى فيها، وفيما عظم من خطرها، وأجل من أمرها: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}[المائدة: 1].
فكل ما ذكرنا فهو أمانة عند العالمين، واجب عليهم تأديتها عند رب العالمين.
صفحة ٧٤١