قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هذا بيت رائع، صور به عمرو بن معدي كرب خيبة أمله في قومه حين لقوا عدوهم ثم فروا ولم يبلغوا منه شيئا، وكان عمرو بن معدي كرب شاعر قومه، فكان أحب شيء إليه أن يملأ الأرض غناء بمفاخرهم ومآثرهم. وأي شيء أشق على الشاعر من أن يضطر إلى الصمت؟!
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: وما تمثلك أنت بهذا البيت بين حين وحين؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: أتظن أن الناس من حولنا يبلون البلاء الحسن في كل مواطن الجد؟!
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: هيهات!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: فأنشد مثلي قول عمرو بن معدي كرب:
ولو أن قومي أنطقتني رماحهم
نطقت ولكن الرماح أجرت
ثقة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: وثق فلان بأصدقائه حين لم يكن محتاجا إليهم، فلما جد الجد أخلفت الأيام ظنه؛ فهو بذلك شقي، وله محزون.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: فاعتبر أنت بمحنته في أصدقائه، وأقم رأيك في الناس على هذا البيت الرائع القديم:
صفحة غير معروفة