قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما أكثر ما يبغض فلان إلى الناس أعراض الدنيا! وما أكثر ما يتهالك على أعراض الدنيا! وما أجدره أن يقول فلا يصدقه أحد، وأن يدعو فلا يستجيب له أحد؛ لأن الناس يرون مكانه من هذا التناقض.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وما يدريك؟! لعله يصدق في النصح للناس، ويكذب في إغراء نفسه بالمال. خذ منه كلمة الحق، وهبه كالصيرفي المزيف تكثر عنده الدراهم والدنانير الزائفة، ولكنه لا يعدم درهما جيدا أو دينارا عينا.
عطف
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: لو خرج فلان لأهل قريته عن بعض ماله ليسقيهم ماء نقيا، لذاد عنهم المرض، ولاستفاد زرعه من صحة أجسامهم.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هو أعطف عليهم من ذلك؛ ألم تعلم أن المرض محنة يثاب عليها المريض إن أحسن احتمالها، وأن الصحة فتنة يعاقب عليها الصحيح إن أساء استعمالها؛ فهو يؤثر أهل قريته بالثواب ويعصمهم من الفتنة.
زهد
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: لم أر أشد من فلان تزهيدا للشباب في المال، ولم أر أشد منه حرصا على جمع المال.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وما تنكر من ذلك؟! إنه يؤدي إلى الشباب حقهم من النصح الصادق، وإلى نفسه حقها من الثراء العريض.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فهلا نصح لنفسه بمثل ما ينصح به للناس!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: ألم تقرأ بيت البردة:
صفحة غير معروفة