10
علي عليه السلام فوق العبقريات
شاع في هذه العصور الاخيرة بين حملة الاقلام والمؤلفين في أرض الكنانة النتاج مؤلفات تنشر بعنوان ( العبقريات ) أي عبقرية كبير من رجالات الصدر الاول في الاسلام ، فهذا عبقرية الخليفة الاول ، وذاك عبقرية الثاني وهكذا ، وفي غضون هذه المحاولات او الحالات وردتني برقية مفصلة من جماعة من شخصيات ممن لهم مكانة في العاصمة يندبوني فيها أحر ندبة الى تأليف كتاب في عبقرية الامام ( علي بن ابيطالب ) سلام الله عليه ؛ ويتعهدون بنشره من فوره ، فكتبت اليهم معتذرا بأني لم أجد في نفسي كفاية لايفاء هذا الموضوع حقه ، وما كانت القضية قضية اعتذار ومدافعة بل هي حقيقة راهنة ، وقضية مبرهنة فان الكتابة عن عبقرية شخصية بارزة كالخليفة الاول او الثاني أمر ممكن ، وموضوع قريب التناول ، ليس بينك وبينه الا أن تراجع كتب التاريخ ، وهي على طرف التمام منك فتذكر فتوحهم وخدماتهم للاسلام ، كحرب أهل الردة ، وتنفيذ جيش أسامة ، وتجهيز الجيوش الى حروب القادسية والشام وما الى ذلك : أما الكتابة عن شخصية كعلي بن أبى طالب عليه السلام الذي لا تعد مناقبه ، ولا تحصى فضائله بل لو أراد الكاتب مهما كان
صفحة ٦٧