أخذت البشكير من على كتفي، ورمت به بعيدا على بنبر في أقصى القطية، أطفأت النور، سألتني سؤالا مباغتا وهي تتحسس جسدي: صاحبك وين؟
قلت لها: مع مختار علي.
سألتني: لسع ما عايز يسيب الصافية؟
قلت لها: زول راسه قوي.
قالت لي وأظافرها تغوص في شعري: وإنت، راسك كيف؟
ضحكنا.
قالت: أنا بحب الراجل اللي بيتجرس، وإنت واحد منهم، عارف نفسك؟
قلت لها وأنا أدفن أنفي تحت ضفائر شعرها ما فوق أذنها: اشرحي لي أكتر. - عندنا هنا الرجال في الحلة دي بيتعاملوا مع النسوان زي ما بيتعاملوا مع السمسم، امسك، اقطع، اجدع، ولكن إنت راجل جرسة، بتصرخ.
ضحكنا، قبلتها، ذابت في فمي مثل عجينة من الزبد والحلوى، استيقظنا في الصباح الباكر على صوت ود أمونة مناديا ألم قشي، فتحنا أعيننا في لحظة واحدة، كان يقف أمام السرير، حيث إننا تركنا الباب مفتوحا، كان يرتدي جلبابا أبيض نظيفا، وجهه حليق، شاربه كث في نظام ودقة، كان فرحا ونشطا وطليق اللسان كعادته، بارك لنا الدخلة التي كانت من إنجازه، بل أحد أعماله الفنية؛ حيث إنه كان منتعشا ونشوان، عرفت فيما بعد أن ود أمونة قد يصل إلى ذروة اللذة إذا أنجز عملا بصورة يعتبرها كاملة، مهمته الأساسية هي أن يجمع امرأة برجل، وأن يستمتعا، خاطبنا قائلا: موية الحمام حتبرد، مش عايزين تستحموا، أنا ما ح أجيب ليكم شاي ولا فطور، إلا بعد أشوفكم مستحميين نظاف وظراف زيي كدا.
واستعرض ملابسه ووجهه، قالت له ألم قشي بصوت ناعس، وهي تتحرر من الغطاء برفسات متتاليات: خلاص، زح شوية ألبس ملابسي.
صفحة غير معروفة