وتحمل في ليلى علي الضغائن
وخلاصتها أن مصعبا أبصر الشعبي - الراوية المحدث المشهور - وهو في المسجد فأمره أن يتبعه، وتقدمه وهو لاحق به، حتى دخل منزلا، ثم دخل إلى حجلة في المنزل ووقف الشعبي ينتظر، فإذا جارية قد خرجت تقول له: إن الأمير يأمرك أن تجلس. فجلس على وسادة وارتفع سجف الحجلة عن مصعب بن الزبير، ثم ارتفع السجف الآخر عن عائشة بنت طلحة.
قال الشعبي: فلم أر زوجا كان قط أجمل منهما، ثم سألني مصعب: هل تعرف هذه؟
قلت: نعم!
قال: ومن هي؟
قلت: سيدة نساء المسلمين عائشة بنت طلحة.
قال: لا، ولكن هذه ليلى التي يقول فيها الشاعر:
وما زلت من ليلى لدن طر شاربي ...
وأنشد البيتين ثم قال: إذا شئت فقم!
فلما كان العشي دخل الشعبي المسجد، فإذا الأمير جالس على سريره فيه، فاستدناه وسأله: هل رأيت مثل ذلك الإنسان قط؟
صفحة غير معروفة