وفي جمع ومنى في الرجوع للتقصير خارج الأميال. فيقصرون حتى يتموا بمكة. وقال مالك السنة في منى وعرفة وجمع التقصير مطلقا.وعرفة كلها موقف إلا بطن عرفة. فمن وقف به فلا حج له عندنا وعند الشافعي.
وقال مالك: حجه تام وعليه دم.ويقف للدعاء بعد الصلاة. ويجتهد فيه في الذكر وفي الصلاة على النبي إلى الغروب ولا حد للدعاء وهو سنة. ووقف صلى الله عليه وسلم بعرفات وخطب ورغب.
وقال: هذا مقام قد قمته الأنبياء من قبلي.وأفضل ما قلته وقالته الأنبياء من قبلي لا إله إلا الله فأكثروا منها
فإنه يغفر لقائها. وعنه صلى الله عليه وسلم: الجنة لمن تاب. والمغفرة لمن وقف بعرفات.
صفحة (196)
ومن لم يقصد بوقوفه القربة إلى الله فلا ثواب له. ولا يصح حجه. والمحرم بالحج يفعل ما يفعل في كل شيء إلا الطواف والوقوف ولو لم تكن عقله. ولا يحرم به بحج وعمرة ولا يدفع منها إلا بعد غروب الشمس وإلا فسد حجة عندنا وعند مالك.وقيل:تام وعليه دم. وقيل:تام ولا دم عليه. ولا حج لمن وقف قبل الزوال ودفع قبله.
ويسير الدافع العنف.وإذا وجد فرجة نصز
والنص فوق العنف.والعنف سير فيه سرعة ويقول:اللهم إليك أفضت ومن عذابك أشفقت وإليك رغب وبك رضيت. فأقبل نسكي وقو ضعفي وارحم تضرعي وبعد مسيري.وسلم لي ديني.ويكثر الذكر والتلبية حتى يبلغ جميعا.
صفحة (197)
فيجمع فيه بين المغرب والعشاء.وإن لم يجمع أخطأ ولا شيء عليه. وقال أبو عبيدة رحمه الله:
يستحب بعد المغرب ركعتان خفيفتان. وإن صلى المغرب قبل مزدلفة وهو لا يخاف طلوع الفجر لم تجزه صلاته.
ولا دليل في هذا لقوله صلى الله عليه وسلم لأسامة:{الصلاة أمامك خلاف لبعض}.
وقيل:تجزيه بكراهة. وجمع فيه صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء بأذان وإقامتين.
ويؤخذ من ذلك الخلاف أن من خصوصية هذا الموضع وهذه الليلة جواز تأخير الصلاة عن وقتها المختار عمدا.
صفحة ٨٠