صفحة (127) كما جاء في رواية: والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة والمبرورالذي أوتي به على وجه كامل كما هو ولم يخالطه بإثم. وقيل: المقبول. فكأنه قيل:المقإبل بالبر وهو الثواب. وعلامة قبوله أن يكون صاحبه خير مما كان قبله. والصحيح الأول. وقال: من حج هذا البيت ولم يرفث ولا يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.وقال: أيما مسلم خرج من بيته قاصدا في سبيل الله فوقصتة دابته قبل القتال - أي كسرت عنقه - أو لدغته هامة - أي دابة - أو مات حتف أنفه - أي بلا قتل ولا ضرب - مات شهيدا. أو أيما مسلم خرج من بيته إلى بيت الله الحرام ثم نزل به الموت قبل بلوغه أوجب الله له الجنة.وقال: من خرج من بيته حاجا أو معتمرا فمات أجر له أجر الحاج المعتمر إلى يوم القيامة. ومن مات في احد الحرمين لم يعرض له ولم يحاسب.
وقيل:له: ادخل الجنة. وقال: اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج.
صفحة (128)
أي ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرة من ربيع الأول.ويقال من عاد السلف أن يشيعوا الغزاة ويستقبلوا الحجيج ويقبلوا بين أعينهم ويسألونهم الدعاء وينادون بذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام.
وقال هذا البيت كفارة لذنوب أمتي والحجر الأسود جوهرة بيضاء من الجنة له شعاع كالشمس واشتد سوادها لمس أيدي المشركين وذنوبهم.ولولا ذلك لاشتقى به من كل أذى وليعودن كما كان وسترت
زينته عن أعين الظلمة. إذ لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى ما كان من الجنة على حإله.
واعلم إن الدعاء عند البيت مجاب. وقال: ما أري الشيطان في يوم أصغر ولا أدخر أي أبعد ولا أحقر
ولا أغيظ منه في يوم عرفة. وما ذلك إلا لما يري فيه من نزول الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب
العظام إلا ما رأى منه في يوم بدر. وأعلم أن الحج بالمشي أفضل لمن أمن الأنقطاع وسوء الخلق
بالتعب. فان الملائكة يتلقون الحاج فيسلمون علي أصحاب الجمال. ويصفحون أصحاب البغال.
ويعانقون المشاة.
صفحة ٥٢