وأنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ لا تطفئوا نار رجل أشرك بالله وعاق والديه وساع بأخيه جائر وقاتل نفس محرمة وحامل ذنبه على الله مثل من قال مجبر ليس له اختيار ”، وخصلتان لا تنفع معهما صلاة ولا صوم: الشرك واعتقاد الجبر، ويرحم الله عباده ما لم يعملوا بالمعاصي ثم يقولون إنها جبرة من الله.
قيل ستة أشياء مبطلة للحياة والجبر: الأمر والنهي، والمدح والذم، والثواب والعقاب.
وزعم جهم أنه ستفنى الجنة والنار ومن فيهما من المؤمنين والكفار ولا يبقى إلا الله وأن الله جل وعلا لا يعلم إلا ما شاء حتى تكون موجودة ، وأن العباد طبعوا على أفعالهم، وأنه لا يقال الله شيء ولا غير شيء، وأن الإيمان معرفة دون إقرار وكفر لهذه المسائل، وقيل: إلا الأخيرة.
الثالث: " القدرة الذر هو بمعنى الخلق، ومنه الذي قدر أي خلق فهدى". أجمعوا أن الله خالق وما سواه مخلوق، ونقضت القدرية قولهم بزعمهم أنهم خلقوا أفعالهم، ويرد عليهم قوله تعالى: ( والله خلقكم وما تعملون). (الصافات:96)؛ أي وعلمكم إلا أنه لا مانع من أن يقال خلقكم وما علمتموه من الأوثان وعملهم صنعهم لها.
والأصل في العمل أن يطلق على الكسب ولو كان يطلق على المكسوب، فانظر تفسيرنا:
( وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم )،(الأنعام: من الآية101)، وقوله صلى الله عليه وسلم “ كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس ”، وقوله تعالى في بعض كتبه: ( أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير والشر ).
وقوله تعالى: ( هل من خالق غير الله). (فاطر: من الآية3)، وقوله:(أروني ماذا خلق الذين من دونه). (لقمان: من الآية11)، وقوله: (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم). (الرعد: من الآية16) وقوله: ( قل الله خالق كل شيء). (الرعد: من الآية16).
صفحة ٤١