(والجواب الرابع) أن الخطيب ضعف وكيعا وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال غير وكيع أثبت عندي من وكيع والعجب من الخطيب كيف يضعف رجلا ثم ينقل عنه طعنا في أبي حنيفة وكأنه يثبت به طعنه فيه لا في أبي حنيفة*
(وأما قوله) حاكيا عن وكيع أنه اجتمع سفيان الثوري ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وشريك والحسن بن صالح وأبو حنيفة فقالوا لأبي حنيفة ما تقول فيمن قتل أباه وزنى بأمه وشرب الخمر في رأس أبيه أيخرج عن الإيمان فقال لا فقال له ابن أبي ليلى لا قبلت لك شهادة أبدا* وقال له سفيان لا كلمتك أبدا* وقال له شريك لو كان لي أمر لفعلت وفعلت* وقال الحسن بن صالح وجهي من وجهك حرام* فالجواب عنه من وجوه أربعة*
(أحدها) أن الخطيب أراد أن يشنع بها على أبي حنيفة فأظهر به فضله وصدعه بالحق وقدح في ذلك على هؤلاء الأربعة لأن إخراج صاحب الكبيرة بكبيرته عن الإيمان مذهب الخوارج فأما مذهب الجمهور أنه لا يخرج عن الإيمان المطلق ولا يصير كافرا فما قاله أبو حنيفة هو الحق وما قالوه هو مذهب الخوارج*
(والجواب الثاني) أن الخطيب قد ضعف وكيعا فكيف يناقض في كلامه وما الذي ضعفه ثم وعدله في الطعن على أبي حنيفة*
(الجواب الثالث) أنه مناقضة من وكيع والخطيب حيث حكى الخطيب عن وكيع مدحه لأبي حنيفة وأنه من أصحابه*
(والجواب الرابع) أن هؤلاء الأربعة لا يعتبر طعنهم في أبي حنيفة لوجهين (أحدهما) أنه لا خفاء أنه أعلم منهم وافقه (والثاني) أنهم حسدوه وأظهروا الحسد وربما اعترفوا بذلك فكيف يعتبر طعنهم فيه*
(وأما قوله) عفا الله عنه حاكيا عن علي بن عاصم حدثت أبا حنيفة بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لا آخذ به*
صفحة ٥٧